تجددت الاشتباكات بين مئات المتظاهرين من التونسيين في مدينة "سيدي بوزيد" وسط البلاد, وبين قوات الأمن لليوم الثالث. وكان المئات من التونسيين قد تظاهروا الجمعة في مسيرة شعبية حاشدة مطالبين باتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير فرص عمل، وتحقيق تنمية عادلة. وجاء ذلك بعد أن أقدم شاب من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل الجمعة على إحراق نفسه أمام مقر محافظة المدينة، احتجاجا على اعتداء أحد أعوان المراقبة البلدية بسوق المدينة، حيث كان يعرض بضاعته كبائع متجول. وأوضح شهود أن الشرطة البلدية فرضوا على الشاب المذكور غرامات، وطالبوه بنقل عربة اليد التي كان يعرض عليها بضاعته، ثم اعتدوا عليه. وشهدت المدينة تجمعا شعبيا أمام مقر المحافظة للتضامن مع الشاب المذكور وللمطالبة بفتح تحقيق عادل في قضيته. وأكد شهود عيان أن قوات الأمن استخدمت العنف في تفريق المسيرة الجمعة، مما أدى إلى فرار المحتجين داخل أحياء سكنية ووقوع مصادمات مع عناصر الأمن, بحسب فضائية "الجزيرة". وأفاد مصادر أن السلطات التونسية باشرت أيضاً مساء السبت حملة اعتقالات واسعة النطاق في صفوف العشرات من المتظاهرين, ودفعت إلى المدينة بتعزيزات أمنية كبيرة. وذكر الشهود لصحيفة "إيلاف" الإلكترونية أنّ اشتباكات عنيفة لازلت مستمرة بين الشرطة والأهالي في وسط المحافظة وبعض الأحياء الواقعة على الأطراف. من جانبه, قال عضو الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض عطية العثموني ل"الجزيرة": إن ما جرى في المدينة هو انتفاضة الجياع والمحرومين والمقهورين والمهمشين في المدينة. وأضاف العثموني أن "البلدة مهمشة تماما، وأن المعطلين فيها وجدوا فرصة للتعبير بشكل فيه نوع من التشنج عن مطالبهم المتمثلة في العمل واحترام المواطن وحرية التعبير".