رأت صحيفة "واشنطن بوست" – الأمريكية – أنَّ الحكم الصادر عن محكمة جنايات القاهرة والذي يقضي بتبرئة الفريق أحمد شفيق آخر وزراء المخلوع "مبارك" فيما يعرف إعلاميًا بقضية "أرض الطيارين" أمس الخميس؛ يمهد الطريق لعودته إلى مصر الآن؛ إذْ لم تعد الحكومة المُنتخبة التي كانت تسعي لمحاكمته موجودة الآن في السلطة. وأوضحتْ أنَّه في الوقت الذي يتم فيه تبرئة شفيق ونجلي مبارك من التهم الموجهة إليهم، يُحاكم مرسي بتهمة التحريض على القتل، كما قد يواجه أيضًا اتهامات بالتخابر مع جماعات مسلحة أجنبية.
ونقلت "واشنطن بوست" تصريحات أحمد سرحان مستشار حملة شفيق بأنَّ الأخير بدا متفائلاً: "لا أعتقد بأنَّ المدعي العام سيرفع القضية مرةً أخرى" وقال إنَّ شفيق بدا مرتاحاً للغاية خلال مكالمته الهاتفية قبل النطق بالحكم ورأي أنَّ رفض المحكمة للقضيتين يمثل بداية لعودة شفيق للمشهد السياسي المصري، وصرح بأنَّه "سوف يعود إلى مصر قريبًا.. وأنَّ شفيق يُخطط لوضع كل طاقته في حزبه السياسي الجديد الحركة الوطنية المصرية". ولفتت الصحيفة إلى أن السياسي الإسلامي عصام سلطان الذي رفع القضايا المقدمة ضد شفيق في ظل حكم الرئيس الإخواني مرسي يقبع الآن في السجن؛ لاتهامه بالتحريض على العنف، وأشارتْ إلى إدانته في سبتمبر بإهانة شفيق وفرض عليه دفع غرامة قدرها 5.800 دولار. وأشارت إلى وصول شفيق إلى المرحلة قبل النهائية في أول سباق ديمقراطي للرئاسة شهدته البلاد قبل عام ليدخل في منافسة مع الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، وتابعت أن شفيق قد واجه في وقت لاحق من استبعاده من السباق محاكمة في خمس قضايا جنائية، لتتم تبرئته أمس، جنبًا إلى جنب نجلي مبارك في قضية التورط في حيازة الأراضي المملوكة للدولة بشكل غير قانوني. وقالت إن محكمة جنايات القاهرة قد أعادت ملف القضية إلى المدعي العام الذي ربما يختار إعادة تقديم الأدلة أو التخلي عنها بحسب ما ذكرت السلطات القضائية، وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مكتب المدعي العام رفض التعليق على هذا التصريح. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى تصريح شفيق لوكالة "رويترز" الإخبارية في سبتمبر الماضي بأنه لن يترشح لخوض الانتخابات الرئاسية إذا ما ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، وقالت الصحيفة إن الفريق السيسي الذي قاد الاطاحة بمرسي لم يصرح عما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية أم لا.