استبعد السفير المصري أحمد عبد العزيز مصطفى في أوغندا، خوض حرب ضد إثيوبيا، على خلفية مشروع سد "النهضة" على نهر النيل، الذي تخشى مصر من أن يؤثر على حصتها التاريخية من مياه النهر. وقال في رده على سؤال لصحيفة "الأوبزرفر" الأوغندية عن موقف مصر من الأزمة الراهنة وما إذا كانت ستعلن الحرب على إثيوبيا: "عندما يتعلق الوضع بمسألة حياة والموت، فلن تقبل أي دولة بتدمير حضارتها على حساب رغبة الأخرى في التطوير". وأضاف: "نسعى لعودة الإثيوبيين لرشدهم ومناقشة الأمر بشكل منطقي، بينما نرفض مسألة الحرب لأننا لسنا متطرفين، وإذا لم يجد هذا الحل فسنواصل الحوار المنطقي معهم وإذا فشل فسنلجأ لدولة صديقة مثل أوغندا للتفاوض معهم، وهذا ما يفسر اهتمام مصر ببناء علاقات دبلوماسية وثيقة مع أوغندا. وأشار إلى أن سد النهضة الذي تعتزم إثيوبيا إنشائه، سيحرم مصر من كميات هائلة من المياه أي حوالي 70 مليار متر مكعب على مدار عدة سنوات، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تعتزم بناء أربعة سدود أخرى يجعل مصر صحراء بينما سيتحول النهر لساحة يلعب الأطفال عليها الكرة. وأوضح السفير: "مصر رفضت التوقيع على اتفاق "عنتيبي" عام 2010، وهي خاصة بالإطار التعاوني بشأن تقاسم مياه نهر النيل وقد أقرتها ست دول، وقد استندت مصر في رفضها على المعاهدات التي يعود تاريخها لعامي 1929 و1959 والتي تمنح حصة من مياه نهر النيل لكل دولة تبلغ نسبتها 87 %، مع صلاحية الاعتراض على المشروعات الضارة في دول المنبع، لكن الدول الأخرى رفضت وضع بند يمنع المشروعات المضرة لمصر". وتابع المسؤول السابق بوزارة الموارد المائية والري، قائلاً "إذا أخذت كينيا وتنزانيا كمية كبيرة من المياه من بحيرة فيكتوريا وأدت لتوقف سدود الكهرباء فى "جنجا" فإن أوغندا ستعترض أيضًا". وتحدث السفير المصري لدى أوغندا عن اقتراب وضع الخطط النشر ملحق عسكري لسفارة البلاد في العاصمة كمبالا. وأشار إلى أن الدولة الشقيقة تترقب الكثير من الميزات وراء تلك الخطوة على رأسها تعزيز التدريبات المشتركة العسكرية، موضحًا أن الجيش الأوغندي يسعي أيضًا للاستفادة من الخبرات وإجراء تطوير لا يعتمد على نوعية معينة من التكنولوجيا. وأضاف أن وفدًا مصريًا موجودًا بالفعل في أوغندا وبدأ في وضع اللمسات الأخيرة على جميع الخطط مما يعني أن البلدين على مشارف مرحلة جديدة في الوقت الحالي، معربًا عن أمله في دعم التعاون والعلاقات التي تساعد أوغندا في بناء مؤسسة دفاعية وطنية قوية. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يبدو غريبًا نوعًا ما قيام الجيش المصري بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي رغم انتخابه منذ 5 أشهر مما يدل على رفضه للديموقراطية، قال السفير "الجيش المصري لم يرفض الديمقراطية وعزل مرسي تم نتيجة الاحتجاجات "الديمقراطية جداً" من قبل 33 مليون مصري حريص على حماية حضارة سبعة آلاف سنة من التاريخ. وأضاف "إنه الشعب وليس الجيش .. مرسي أخذ البلاد لظلام دامس وهوية البلاد كانت على وشك التحول لوجهة إسلامية بدلاً من كونها مصرية"، على حد تعبيره.