رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هناك تحولا في الموقف الإسرائيلي بشأن الاتفاق النووي مع إيران، والذي قد يبدو وكأنه محاولة لشن حملة دبلوماسية للتأثيرعلى الصفقة النووية النهائية. ولفتت الصحيفة البريطانية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها اليوم الإثنين- إلى أنه رغم أن الاتفاق النووي المؤقت مع إيران، والذي ينظر إليه من قبل أنصارها باعتباره "صفقة تاريخية "، وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "خطأ تاريخيا"، إلا أن الكيفية التي سيتم التحرك بها لتشكيل الصفقة النهائية وحدها ستبين كيف سيكون رد فعل إسرائيل في الأشهر المقبلة . وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لإسرائيل ، يجب أن تتضمن الصفقة النهائية حرمان إيران من القدرة على امتلاك قنبلة نووية، فسعى إيران نحو امتلاك قنبلة نووية لا يمكن إيقافه من خلال التدخل الخارجي، كما ينبغي أن يتم تجريد إيران من بعض القدرات النووية الأساسية التي تمتلكها بالفعل أو تسعى لإمتلاكها ، بما في ذلك مفاعل اراك أو غيره الذي يعمل بالماء الثقيل، فضلا عن ذلك، ينبغي إغلاق كافة ملفات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال البحوث النووية المفتوحة ورصد مدى تطبيقها. وأكدت الصحيفة أنه في حال توصلت السداسية، مجموعة "5+1" إلى إبرام مثل هذه الصفقة، فإن إسرائيل ستكون من بين اوائل المرحبين بها، لافتة إلى أن الانتقادات الإسرائيلية اللاذعة التي برزت عقب إبرام الاتفاق الحالي المؤقت تفتح بابا أمام شن حملة دبلوماسية باردة للتأثير على الصفقة النهائية، فإسرائيل ترغب من حلفاءها الأمريكيين والأروبيين في تحديد الأهداف والالتزام بها ؛ فرض العقوبات المتبقية ؛ وتحذير إيران من عواقب عدم الامتثال للاتفاق المؤقت أو تجنب إبرام صفقة شاملة معقولة. وأوضحت الصحيفة أن هذه العواقب ستتمثل في فرض المزيد من العقوبات المحتملة و أو توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية ، وهو ما قد ترغب إيران في تجنبه ومن ثم تقدم تنازلات تجنبها ذلك الأمر، مشيرة إلى أن إسرائيل لديها ما يمكنها من لعب دور نشط في هذه القضية، فمن ناحية يمكن أن تدفع الكونجرس الأمريكي لفرض عقوبات إضافية بشأن سلوك إيران ، بينما يظل الخيار العسكري مطروح على الطاولة . واختتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية -تحليلها- قائلة "إن هدف إسرائيل خلال الأشهر الستة المقبلة سيكون السعي إلى إبرام اتفاق مقبول، بدلا من عرقلة هذه العملية، إلا أن الاتفاق الذي لا يلبي توقعاتها الأساسية ، لن يكون له اعتبار، وسيضع صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية في معضلة من جديد بشأن ما إذا كان يتم توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران لتفادي ما تعتبره أخطر تهديد لأمنها القومي .