عززت أجهزة الأمن المصرية من إجراءاتها ونشرت أعدادًا كبيرة من قوات الأمن في أنحاء شبه جزيرة سيناء، في إطار الإجراءات الاحترازية التي تأتي بمواكبة ذكرى مرور ستة أعوام على وقوع تفجيرات طابا في السابع من أكتوبر 2004 والتي خلفت 34 قتيلا بينهم سياح إسرائيليون. وانتشر المئات من عناصر الأمن المركزي، مدعومين بالمصفحات والمدرعات على كافة الطرق الرئيسية في سيناء، وفرضت إجراءات مشددة على منافذ سيناء، خاصة من ناحية كوبري السلام أعلى قناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدي المؤدى إلى جنوبسيناء. كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع المنتجعات والأماكن السياحية والفنادق خاصة بمدن شرم الشيخ وطابا ودهب ورأس محمد بجنوبسيناء، وكذلك محطة تصدير الغاز المصري لإسرائيل ومطار الجورة ومعبر رفح البرى ومعسكرات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وصرح مصدر أمنى مصري رفيع، أن الإجراءات الأمنية المشددة فى شبة جزيرة سيناء هي إجراءات "احترازية"، خشية وقوع أي أعمال عنف أو تفجيرات كما حدث منذ 6 أعوام تقريبا عندما استهدفت طابا في هجمات غداة الاحتفال بنصر السادس من أكتوبر في عام 2004 ما أدى إلى سقوط عدة قتلى وجرحى وتكبيد مصر خسائر اقتصادية كبيرة بعد تأثر حركة السياحة في سيناء. وأحدث الهجوم تغيرات كبيرة في حياة الكثير من أبناء سيناء، حيث اعتقل الآلاف منهم على خلفية الهجمات التي تلاها هجومان مماثلان في يوليو 2005 في شرم الشيخ، أسفر عن مقتل 60 شخصا، وفي دهب في أبريل 2006، والذي أودى بحياة 23 شخصا معظمهم مصريون كانوا يقضون إجازاتهم. وشكا الكثيرون من أهالي سيناء من "التجريدة الأمنية" التي أعقبت وقوع هجوم طابا، الذي تبناه تنظيم يرتبط بتنظيم "القاعدة"، وطالت أعدادا كبيرة من شباب ورجال من أبناء سيناء حيث تجاوز عدد المعتقلين أكثر من خمسة آلاف معتقل، لا يزال العديد منهم قابعين حتى الآن داخل السجون والمعتقلات. وأعقب الهجمات انفلات أمني على نطاق واسع في مدن وقرى سيناء، حيث أصبح من العادي سماع أزيز الرصاص من البنادق الآلية والرشاشات في الشوارع والميادين، زاد من حالة الانفلات عدم وجود قانون ينظم العلاقة بين القبائل السيناوية وبعضها البعض والقبائل السيناوية والأجهزة الأمنية المختلفة. في غضون ذلك، تعقد مجموعة "سيناوبون ضد العنف" ندوة بعنوان: "العنف فى سيناء دوافعه وأعراضه وأسبابه" وذلك فى ديوان آل المنيعى اليوم الثلاثاء بمدينة الشيخ زويد، يديرها الأديب أشرف العنانى أحد المؤسسين للمجموعة والناشط السياسي سعيد عتيق، ويشارك بها مجموعة كبيرة من النخبة الثقافية والسياسية وممثلون عن معظم الأحزاب السياسية. وقال أشرف الحفنى الناشط السياسي وممثل حزب التجمع إنهم يتمنون أن تكون الروح الإيجابية التي كانت في أكتوبر ملهمة للجميع لتجاوز كل المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تعترض طريق تقدم هذا الجزء المهم من التراب الوطني المصري. كانت مجموعة "سيناوبون ضد العنف" قالت في بيانها التأسيس، لأننا مجتمع عانى ما عانى من ويلات الحروب والعنف، وأن أجدادنا هم خير من يمكن أن يصفون تلك الأهوال ولأننا ننظر الآن فنجد أن سيناء التي نتفق على محبتها ونتطلع إلى غد أفضل لها تداهمها الآن موجات غير مبررة وغير مقبولة من العنف الذي صعد مؤشره إلى أقصى ما يمكن تخيله، وأن هناك ضحايا يسقطون بمعدلات مخيفة، هذا فى ظل غياب كامل لأي أصوات عاقلة تحاول أن تلجم هذه الدوامات المتتالية من العنف سواء من الدولة أو من الجماعات الأهلية، من أجل هذا كله نعلن عن مبادرتنا التي تتطلع إلى شيوع حالة السلم الاجتماعي في كل ربوع سيناء، نحن مجموعة تتمنى عودة الأمان والسلم الاجتماعي إلى كل ربوع سيناء، وسنحاول بكل الطرق الممكنة وبكل ما نملك من عزيمة الدعوة إلى هذا بالطرق السلمية والحوار وكل أشكال التواصل الإنساني المشروعة.