فتح قادة الصوفيين النار في مختلف الاتجاهات خلال المؤتمر الذي نظمه ملتقى التصوف العالمي والقيادة الشعبية الإسلامية العالمية التي يرأسها الرئيس الليبي معمر القذافي والذي استضافته الطريقة العزمية والطريقة الشبراوية مساء يوم الجمعة. واتهم مشايخ الصوفية في كلماتهم الغرب بشن الحملة الصليبية العاشرة ضد الشرق العربي والإسلامي تحت ستار الثأر لضحايا هجمات 11 سبتمبر، كما شنوا هجوما على التيار السلفي المنشر في الجزيرة العربية. وقال الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية إن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لو انتصر في العراق كان سيأتي لاحتلال مصر "علشان يحقق نبوءة إسرائيل الكبرى ويقيم دولتهم من النيل للفرات تمهيدا لنزول سيدنا عيسى وفقا لمعتقدات المحافظون الجدد الذين يسيطرون على الحكم وصناعة القرار في الولاياتالمتحدة". وندد بالحملة التي يتزعمها أحد القساوسة الأمريكيين لحرق المصاحف في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة، مشككا في الوقت ذاته في مزاعم أسامة بن لادن بأن تنظيم "القاعدة" حول ضرب برجي مركز التجارة العالمي, وقال: "الأمريكان جابو شبيه لابن لادن ولبسوه جاكتة كمساري علشان يقول إنه هو إللى فجر مركز التجارة العالمي"، على حد قوله. واتهم قناة "الجزيرة" بأنها "بوق يعمل لحساب أمريكا وقامت بالترويج لمزاعمه بخصوص أحداث سبتمبر", وأضاف ساخرا: "بن لادن والجزيرة عاملين زى القرموطي في الفيلم الذي يتناول الغزو الأمريكي للعراق". وفتح أبو العزائم النار على السلفيين وحركة "طالبان"، وقال: "الناس دول لا يقتلون أي يهودي أو نصراني بحجة أنهم أهل كتاب ومن الذميين في حين يقتلون المسلمين الذين ليسوا على المذهب الوهابي حيث يعتبرونهم كافرين"، على حد زعمه. وحذر من الفتنة الطائفية في إطار ما وصفه بالمخطط الصهيوني والوهابي، الذي تنفذه القيادات الإسلامية والمسيحية لإشعال الفتنة الطائفية لإضعاف مصر وإلهائها في مشاكلها الداخلية, وختم كلمته بالقول إن غالبية وسائل الإعلام المصرية تعمل لحساب اليهود والصهاينة. في حين ندد الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية بمن يزعمون أن التصوف بدعة وكفر، وطالب بتوحيد صفوف المسلمين لمواجهة أعداء الإسلام ووقف الاقتتال بين المذاهب الإسلامية بسبب الخلاف في الاجتهادات الفقهية. أما الدكتور أحمد شوقي الحفني الأمين العام المساعد للقيادة الشعبية الإسلامية العالمية فقال إن خوف الغرب من الإسلام موجود ومترسخ في أذهانهم منذ أن طرق المسلمون أبواب فرنسا ووصلوا إلى فيينا بعد فتح الأندلس، واتهم من أسماهم بالمسلمين المتشددين في الجماعات الإسلامية الراديكالية بتغذية المزاعم الغربية بأن الإسلام دين إرهاب. من جهته، اعتبر اللواء السابق والخبير الإستراتيجي يحيى لاشين أن ما يحدث اليوم من غزو للبلاد العربية والإسلامية هو جولة جديدة من جولات الحروب الصليبية, مشيرا إلى أن غزو العراق وأفغانستان هو الحملة الصليبية العاشرة وأن عملية زرع الكيان الصهيوني في فلسطين كانت الحملة الصليبية التاسعة, إلا أنه أكد أن هذه الحروب ستنتهي بانهيار الولاياتالمتحدة بسبب نفقاتها الباهظة على الحرب ضد المسلمين والعرب خاصة وأن الأمريكيين ينفقون 75 مليار دولار كل عام على الاستخبارات والتجسس فقط، بخلاف المليارات التي يخسرونها يوميا في الإنفاق على الحروب والتسليح. أما الكاتب الإسلامي الدكتور محمد مورو فقد زف البشرى للمشاركين في المؤتمر بقرب سقوط أمريكا التي أنفقت على الحروب في العراق وأفغانستان 13 تريليون دولار، وأكد أن الدولة الإسلامية العالمية هي التي سترث الإمبراطورية الأمريكية بعد انهيارها وأن الإسلام سيسود وينتشر في أوربا وأمريكا.