اتهم الدكتور محمد سعد الكتاتني، زعيم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين"، وعضو مكتب الإرشاد للجماعة، الأمن باقتحام مكتبه بالمنيا، خلال فترة الإفطار يوم الاثنين، والاستيلاء على "هارد ديسك" كمبيوتر، وبعض الأوراق الخاصة بمصالح أهالي الدائرة ومعلومات تتضمن أسماء المندوبين والوكلاء إلى الانتخابات القادمة. وأكد الكتاتني في تصريح ل "المصريون" أن الأوراق التي تم الاستيلاء عليها تمثل أهمية كبيرة بالنسبة له، لكونها مجهود دورة برلمانية كاملة من بيانات إلى ملفات قضايا شائكة، وتضمن إنجازاته بالدائرة. وأوضح أن المكتب يقع وسط ميدان مدينة المنيا، ويبعد 50 مترًا فقط عن قسم شرطة المنيا، كما أنه يقع في بناية أسفلها فرع بنك مصر للمعاملات الإسلامية، وهذا الفرع له قوة أمنية تحرسه، ولا يتمكن أي شخص دخول العقار في مثل هذا التوقيت إلا إذا كان تابعًا لجهة أمنية لأن حراسة البنك لن تسمح له بالصعود للعمارة، خاصة أن العمارة لها باب مغلق بشكل دائم ولا يستطيع أحد دخولها إلا إذا كان معه مفتاح خاص بهذا الباب وهذا المفتاح لا يكون إلا مع شاغلي شقق العمارة. وأضاف إن ما يؤكد أن جهات أمنية هي التي تقف وراء هذا الجرم أنه لم يتم سرقة كل جهاز الكمبيوتر واكتفوا بسرقة "الكيسة" فقط، كما لم يتم سرقة الكاميرا وبعض الأدوات غالية الثمن التي كانت موجودة داخل المكتب، موضحًا أن الهدف من هذه الخطوة الأمنية هو توجيه رسالة لنواب الشعب، بأنه لا احترامَ لحصانة أو لمجلس الشعب نفسه. وأرجع الكتاتني قيام الأمن بذلك إلى تقليص استفادته بالمعلومات عن الأعمال والإنجازات التي قدمها خلال المجلس السابق لاستخدامها في الدعاية إلى الانتخابات القادمة، إلى جانب الحصول على معلومات حول مندوبيه ووكلائه بالدائرة من أجل توجيه ضربات أمنية ضدهم واعتقالات يأمل ألا تحدث. وأشار الكتاتني إلى أنه اتخذ كافة الإجراءات القانونية وقدم بلاغًا رسميًا، وهناك لجنة من قسم شرطة المنيا تقوم بمعاينة المكتب، كما أنه سيتوجه غدًا لمجلس الشعب، وسيطلب رسميًا من رئيس المجلس اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف مثل هذه المهازل، وإجبار كل السلطات الأخرى إلى احترام السلطة التشريعية ونوابه، كما أكد أن كل الخيارات للرد على ما حدث متاحة، ودعا الجهات الأمنية إلى التخلي عن هذه الأساليب التي أكدت فشلها في إرهاب الناخبين والمواطنين. من جانبه، اعتبر الدكتور حمدي حسن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان" ما حدث بأنها "بلطجة أمنية" واصفا إياها ب"وتر جيت المصرية أو المنيا جيت"، خاصة وفق حالة ومواصفات مكتب الدكتور الكتاتني الذي من الصعب اقتحامه بسهولة إلا من جانب الأمن غرضا في الحصول على معلومات يظن وجودها، حسب قوله. وقال إن الكمبيوتر كان يحتوي على معلومات خاصة بالدكتور الكتاتني والدائرة والمندوبين، معربًا عن مخاوفه من إمكانية تعرضهم لضربات أمنية، معتبرا عملية اقتحام مكتب زعيم كتلة "الإخوان" إعلانًا واضحًا من الأمن المصري بأنه لا يحترم الدستور ولا القانون، وأضاف: إذا كنا في دولة تحترم القانون وبها سيادة للقانون لكانت استقالة الوزير حاضرة قبل اكتشاف الخبر. وسبق أن تعرض مكتب الدكتور أكرم الشاعر، عضو كتلة "الإخوان"، لعملية اقتحام مماثلة، وأدان الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب هذا الأمر، وقال تعليقًا على ذلك إن حصانة النائب تمتد لمكتبه.