واللواء سيد أبو طالب من أهالي الفيوم, قرية معصرة صاوي, مركز طاميه, و خريج كلية هندسة, قسم بترول في الستينات, والتحق بالقوات المسلحة لشعوره الوطني المتدفق, بالرغم من ندرة تخصصه في وقته, وفرصته الكبيرة في العمل بدول الخليج في ذاك الوقت, لكنه آثر البقاء في مصر والخدمة في جيشها, وعاصر مأساة حرب 67وكان وقتها محاصراً في غزه لكن الله عز وجل نجاه وكتب له عمراً جديداً, وعاصر مراحل حرب الاستنزاف وساهم مع بقية الضباط والجنود في إعادة تكوين سلاح المهندسين, والعمل الدءوب والتدريبات العنيفة لمحاولة تفكيك الساتر الترابي بخط بارليف, حتى تفتقت أذهانهم علي تحطيمه بقوة دفع خراطيم المياه, علاوة علي عبقرية نشر المعابر المتحركة والثابتة لتمر عليها الآليات العسكرية أثناء عبور القناة في حرب أكتوبر –رمضان -73, فساهم مساهمة عظيمة هو والرجال العظماء في تحويل هذه الهزيمة المهينة في 67إلي انتصار باهر وعظيم, يُدرَس في أكبر الأكاديميات العسكرية كأحدي المعجزات العسكرية والعبقريات الحربية, وعاصر بعد ذلك وبعد حدوث الثغرة حصار السويس وزامل الشيخ حافظ سلامه, ولكنه أُبعِد عن الجيش بعد مقتل السادات, وهو رجلٌ وطني حتى النخاع, وحبه لبلده لا يقاربه ولا يعادله حب, وقد شاهدته في السعودية يرفض شراء المنتجات الصينية الرخيصة ويقول لا, سنشتري من مصر لندعم اقتصادها, وكان له أياد بيضاء بعد خروجه من الخدمة في خدمة أبناء قريته, من خلال مشاريعه الاقتصادية التي لم تشغله عن الشأن العام, فهو دائما يحمل هموم الوطن والذي استطاع أيضا مواصلة العطاء له من خلال المجلس الأعلى لنقابة المهندسين والذي كان عضواً فيه, فالرجل لا تشوبه شائبة ولا يدعو لإرهاب, له موقف سياسي يُحترم, وهو موقف كثير من الناس وهو أنه لا يؤيد 30-6, وما حدث فيه, وخاصة طريقة ونتيجة فض اعتصامي رابعة والنهضة, وهو رأي كثير من السياسيين والمهتمين بالعمل العام وعلي رأسهم الدكتور البرادعي الذي قدم استقالته احتجاجا علي طريقة الفض, لكن ما حدث صباح الأحد 29-9-2013من نزول حمله عسكريه وشرطيه للقرية, وضرب الناس, وإطلاق الرصاص العشوائي في الصباح الباكر واقتحام عدة منازل دون تصريح قضائي وبطريقة فجه منها منزل اللواء أبو طالب, والذي لا يقيم فيه حيث يقيم بالقاهرة, ولا يوجد به إلا والدته المُسِنه المريضة والتي تقيم بمفردها, فيتم اقتحام المنزل وتكسير أثاثه, وبعثرة والعبث بمحتوياته, دون سند من أخلاق أو قانون أو عُرف, فالرجل عسكري, ومحل إقامته معروف ويمكن إرسال استدعاء له بواسطة القضاء العسكري, إن كان عليه تهمه أو مساءلة, دون هذا الإجراء المتعسف والطريقة المستهجنة من هذه الأجهزة التي تظن أنها فوق القانون أو أن الزمن لم يتغير, فيعيدون أياماً قد خلت, من الترهيب والتخويف وانتهاك الحرمات, ودوس القانون بالنعال أيام أمن الدولة البائد, وممارسات الشرطة القمعية الوحشية المجنونة والتي أدت في النهاية إلي قيام ثورة 25 يناير في يوم عيدها, وكانت أول من دفع ثمن ونتيجة هذا الجبروت والتسلط والظلم, وكأنها تريد إعادة هذا التاريخ الأسود, وجلب ماضٍ قد ولي وذهب, فتروع الآمنين, وتنتهك الحرمات وتُذِل البسطاء والمساكين والفقراء والمعدمين من أبناء هذا الشعب الباحث عن أبسط حقوق الإنسان وهي العزة والكرامة. إننا خرجنا في 30 يونيو اعتراضا علي سكوت وصمت وتبرير الإخوان لانتهاكات الداخلية في عهدهم, ولم نخرج لنعيد الداخلية لجبروتها وظلمها وفجرها باسم مقاومة الإرهاب وهو اللفظ الفضفاض الذي يريدون من خلاله إذلال الناس وإرهابهم واسترهابهم وطمس كرامتهم في التراب واعتقالهم عشوائياً بتهمة فضفاضة, طويلة المدى والمفعول تسمي التحريض علي العنف, إن الذي لم يدرك ويستوعب الدروس السابقة من عصر مبارك والمجلس العسكري ومرسي ويريد الاستمرار في هذه السياسة الفاشلة وهي انتهاك القانون وإذلال الإنسان يراهن علي تدمير نفسه في أقرب فرصه. إن هذه القضية وإن كانت تبدو وكأنها شخصيه,إلا إنها قضية عامه تمس كرامة الناس وأمن الوطن وسيادة القانون ,والشرف العسكري وتقدير أبطال أكتوبر الذين يستحقون كل تكريم وإعزاز وإكبار,وليس إهانتهم وانتهاك حرماتهم . إنني أعتبر هذا بلاغاً موجهاً للفريق السيسي ليعيد الكرامة لابن من أبناء القوات المسلحة ,ولأبناء الشعب المصري الذي يتطاول عليه المتطاولون فيهينونه ويرهبونه ,وينتهكون حرماته ,وإنا لمنتظرون !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.