هذه اول مرة اوجه فيها رسالة الى قداسة البابا شنودة الذى احترمه كثيرا باعتباره رأس الكنيسة المصرية واختلف معه كثيرا فى حالة الخروج على الدولة والخروج على العرف السائد بين المسلمين والمسيحيين لقرون كثيرة مضت هذا العرف او القانون الغير مكتوب هو الذى جعل الحياة تستمر بين عنصرى الامة بدون دماء ومذابح مثلما حدث فى دول مجاورة ورغم بعض التجاوزات فى عصور متعددة الان ان الحياة تمشى الى الان اما مؤخرا فالوضع اصبح ينذر بكارثة لا يعلم مداها الا الله زمان وفى مدينتى الريفية تربيت فى منطقة معظم ساكنيها من الاقباط وكان النداء الرسمى والمعتمد لاى واحدة من جارتنا المسيحية هى خالتى مثل خالتى ام ظريف التى كنت العب مع اولادها طوال اليوم تقريبا ونتبادل الزيارات فى المنازل ونحضر الافراح فى الكنائس دون ان اضع فى حساباتى ان عادل ابنها مسيحى واننى مسلم بل كان معظم اصدقائى من المسيحيين وكان فريق الكرة بتاع شارعنا يراسه احمد شريف المسلم ومعظم اعضاؤه من المسيحيين ونلعب دائما امام فريق الشارع المجاور بقيادة تادرس المسيحى الذى يضم فى معظمه مسلمين وكانت المباريات بين شارعين وليست بين ديانتين حتى عندما قرروا فى المدينة هدم المسجد القديم واعادة بنائه كان الهدم والبناء بجهود الافراد وكانت خالتى ام ظريف التى تقطن بجوار المسجد هى التى تقدم الشاى يوميا للشباب الذى يعمل على اعادة بناء الجامع وفى مناسبة اخرى وجدت خالة مسيحية اخرى تقبل يد امام المسجد وهى تسأل عن حاله بعد ان طعن فى السن (ازيك يا ابا الحاج محمود) وتتاسف له انها لم تزوره بالشكل الكافى للاطمئنان على صحته دون النظر الى اختلاف العقيدة فقد كان بالنسبة للجميع هو الاب وحلال المشاكل والمجامل فى اى مناسبة لاى فرد فى الحته. وكانت امى وخالاتى واقاربى يصرون على شراء الذهب من عند (سعد سامى )لانه بيعرف ربنا واسعاره افضل من اسعار عثمان بتاع الدهب الى بيزود فى المصنعية هذا هو الدستور الذى جمعنا والذى عشنا به واحبب بعضنا البعض اما عندما قررالبعض ممارسة السياسة الى جانب الكهنوت انقلب كل شىء كنا نعيش والعرف بيننا ان اى شخص لديه محل او دكانة يبدأ بتشغيل القرأن الكريم فى الصباح فى وجود الجيران المسيحيين دون ان يزعجهم ذلك او يدفع البعض منهم الى المطالبة بوجود شرائط كاسيت للتراتيل المسيحية وتشغيلها نكاية فى المسلمين او لاظهار انه موجود او مطالبة البعض بنقل قداس الاحد ردا على نقل شعائر صلاة الجمعه تليفزيونيا مع ان العقيدة المسيحية تقوم على الاسرار فى دعائمها وفى ممارساتها لكنه التخطيط المنظم للوصول الى منطقة من العلاقة بيننا ملغومة سندفع جميعا ثمنها نعم اننى اتفق معك يا قداسة البابا فى ان الدولة الرخوة تدفع البعض لسحب سلطاتها لكن سحب السلطات فى اطار الدين واللعب على هذا الوتر لن تدفع ثمنه النخبة الحاكمة ولا الشعب المصرى المسلم فقط بل المسيحيون فى اول الصفوف وانظر قداستك الى مسيحيى العراق الذين اعتقدوا ان الاحتلال الامريكى سوف ينصفهم فاذا بهم فى اخر الصفوف وفى اضطهاد لم يجدوه ايام صدام حسين ودعنى اسأل قداستك ما معنى التصريحات العجيبه عند عدد الاقباط فى مصر والصادرة عن الكنيسة بما يعنى ان هناك جهازا احصائيا خاصا بالكنيسة ينافس جهاز الاحصاء الحكومى ويتفوق علية وهل تفرق ان المسيحين 8 مليون او 18 مليون هلى هى استعداد لخناقة قادمة؟ وما معنى ان تتخانق زوجة كاهن معه وتترك له المنزل فيتجمهر الاقباط للتظاهر امام الكاتدرائية ثم تعود الزوجة الى منزلها فيعود المتظاهرون وكأن شيئا لم يكن قداسة البابا دعنى اقول لكم ان المستقبل القريب لن يسفر عن مكاسب للاقباط كما يتصور البعض سواء بمظاهرات او خلافه لان الاغلبية مازالت للمسلمين ولان حالة الاستفزاز وجر الشكل من بعض المنتمين الى الكنيسة ومنهم رجال دين ومسئولون ورجال اعمال لن يصب الا فى خانة رد الفعل التى اخشاها لان رد الفعل لن يأتى من الحكومة الطرية فى اغلب الاحوال بل قد يأتى من الشعب ووقتها ستكون كارثة احذر منها وقداستك الوحيد القادر على نزع هذا الفتيل اذا اراد خاصة وانتم تعلمون انه لاتوجد منظمات لاسلمة الفتيات وخطفهن وما الى ذلك من افلام انت تعرفون انها غير حقيقية فنحن فى دولة تضع التيار الاسلامى فى خانة الاعداء بل ان اسرائيل اقرب لها من اى حركة اسلامية وبالتالى لا يمكن ان تدعم الدولة مثل هذه الافتراءات والترهات كما المسلمون يحتاجون الى اعادة اسلمة المسلمين قبل ان يفكروا فى اسلمة شخص اخر كما تعلمون ايضا ان حكايات التنصر والدخول فى الاسلام يقف ورائها علاقات حب لشباب صغير السن غير متدين على الجانبين وليس تنظيمات لاسلمة او امسحة هذا الشعب الغلبان المنكوب قداسة البابا بما عرف عنكم من رجاحة عقل ارجو النظر للامر من هذه الزاوية حفاظا على مصر لان مصر لو سقطت فى بؤرة الفتنة الطائفية سندفع جميعا الثمن وسنظل نبكى جميعا دما بدلا من الدموع وصدقنى الحال الان افضل مليون مرة من المراهنه على مستقبل مجهول .