تقترب الأوضاع داخل حزب "الوفد" من حافة الانفجار، بعد نحو شهرين من إجراء الانتخابات التي أطاحت برئيس الحزب السابق محمود أباظة، في ظل ما يتردد من أنباء عن اعتزام سلفه الدكتور سيد البدوي اتخاذ قرار بالإطاحة بالسكرتير العام الحالي للحزب، منير فخري عبد النور، أبرز المقربين من الرئيس السابق. وأفادت مصادر وفدية، أن البدوي قام بعدة خطوات في إطار مسعاه لتمرير خطة الإطاحة السكرتير العام، الذي ورثه في منصبه عقب الإطاحة به بعد وصول أباظة إلى رئاسة الحزب في عام 2006، مع تفادي إثارة أنصار أباظة وعبد النور الذين يهيمنون على الهيئة العليا بالحزب. وتأتي مساعي البدوي للإطاحة بعبد النور في خطوة تهدف لقطع الطريق على قيام الأخير بدور أساسي في تحديد مرشحي الحزب لانتخابات مجلس الشعب، وهو أمر لا يتسق مع رغبات الأول الساعي لفرض كلمته في الاختيارات، ودفع رجاله إلى مقدمة الخطوط الأمامية للحزب. ولم تستبعد المصادر أن تكون خطوة الإطاحة بعبد النور تأتي في مقدمة قرارات اتخذها البدوي منذ نجاحه في إقصاء محمود أباظة من رئاسة الحزب في ظل الأنباء التي تترد عن سعيه بشكل متدرج للإطاحة بجميع أنصار الرئيس السابق للحزب. ويجهز البدوي حاليا أحد رجاله وهو رضا إدوارد عضو الهيئة العليا لخلافة عبد النور حتى لا تفسر الإطاحة بالأخير من منصبه بأي تفسيرات طائفية تتناقض مع الطابع العلماني للحزب. وتأتي خطوة البدوي بعد أن قاد اتجاها لتقريب وجهات النظر مع بعض رجال أباظة داخل الحزب وعقد صفقات معهم، لعدم تشكيل جبهة مناهضة له، إلا أنه فضل اختيار الوقت المناسب لدخول القرار حيز التنفيذ، حتى لا يصطدم برجال أباظة في وقت يسيطرون فيه بشكل كامل على مفاصل القرار داخل الحزب لاسيما في الهيئة العليا.