فيما ينبئ بدخول حزب "الوفد" منعطفًا قد ينهي حالة الوئام التي خيمت على أجوائه منذ إجراء الانتخابات على منصب رئاسة الحزب في أواخر مايو الماضي، تسربت أنباء عن اعتزام الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب جمع توقيعات من أعضاء الجمعية العمومية للحزب، لحل الهيئة العليا، في مسعى منه لإنهاء هيمنة سلفه الدكتور محمود أباظة، وحليفه منير فخري عبد النور، السكرتير العام للحزب. وأبدت جبهة أباظة غضبها الشديد من مساعي البدوي، باعتبار أن هناك موافقة من أعلى السلطات الحزب على تأجيل انتخابات الهيئة العليا لمدة عام، بسبب وجود الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ممثلة في انتخابات مجلس الشعب قبل نهاية العام، وانتخابات الرئاسة في العام القادم. وينبئ ذلك باشتعال الأوضاع داخل الحزب، حيث ترجح مصادر حزبية تشكيل جبهة قوية مناهضة لمساعي البدوي يقودها كل من أباظة وعبد النور، لتوجيه رسالة تحذير إليه حال استمراره في دعم جمع التوقيعات بحل الهيئة العليا، والتلويح بسحب الثقة منه وإعادة الأوضاع داخل الحزب للمربع الأول. في غضون ذلك، تسود حالة من الغموض حول اسم المرشح للإشراف على انتخابات مجلس الشعب القادمة داخل حزب "الوفد"، فيما كشفت مصادر مقربة من البدوي، أنه يفاضل بين اثنين هما: رامي لكح رجل الأعمال المعروف، ورضا إدوار عضو الهيئة العليا، المقرب بشدة من جبهة أباظة، لتكليفه هذا الملف. واعتبرت المصادر استبعاد فخري عبد النور، محاولة لإضعاف نفوذ الأخير، وتقليص صلاحياته، فيما ربطته باختيار الأخير على حساب البدوي في منصبه عقب وصول أباظة إلى رئاسة الحزب عقب التطورات الدموية التي شهدها الحزب في عام 2006، وهو ما يهدد بإشعال معركة جديدة بين الرجلين. يأتي هذا فيما رجحت المصادر، إنهاء حالة الاحتقان الحالية داخل "الوفد" عبر التوصل لحلول مرضية للطرفين قد تفضي إلى التراجع عن فكرة حملة جمع توقيعات لحل الهيئة العليا، تخوفا من تبني جبهة أباظة لخطوة استباقية بسحب الثقة منه، بما يلزم البدوي بالدعوة لانتخابات لرئاسة "الوفد"، ما قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع داخل الحزب.