تتجه الأوضاع داخل حزب الوفد إلى الانفجار مرة اخرى في المرحلة القادمة بعد الإعلان عن فتح باب الترشيح لرئاسة الحزب في العاشر من مايو واعتزام ثلاثة من الجبهة المعارضة لرئيس الحزب السابق الدكتور نعمان جمعة الترشح وهم الدكتور محمود أباظة والدكتور السيد البدوي شحاتة سكرتير عام الحزب والقطب الوفدي المعروف فؤاد بدراوي وهو ما يشير إلى أن المعركة ستكون ساخنة وستشهد جولة جديدة من حرب طحن العظام بين أصدقاء الأمس ومتنافسي اليوم. ويعتمد محمود أباظة على دوره في الإطاحة بجمعة وتبنيه لحزمة من الإصلاحات في الفترة الأخيرة خصوصا اللائحة الداخلية وكذلك الدعم المقدم له من منير فخري عبد النور ومحمد سرحان نائبي رئيس الحزب اللذين أعلنا تنازلهما عن خوض المعركة لصالح محمود أباظة. فيما يراهن الدكتور السيد البدوي شحاتة على الشعبية التي يحظى بها داخل أمانات الحزب في المحافظات والهيئة العليا للوفد لمنافسة أباظة بينما يحاول فؤاد بدراوي استعادة شعبيته داخل الحزب التي تعرضت للتراجع في الفترة الماضية نتيجة للضبابية التي حكمت موقفه إزاء محاولات الإطاحة بالدكتور نعمان جمعة رغم أن بدراوي كان يعتبر جمعة عدوه اللدود بعد محاولات الأخير الدائبة لتصفية أي نفوذ لبدراوي طوال وجوده في رئاسة الحزب وعدم دعمه بالشكل المناسب خلال انتخابات مجلس الشعب. من جانب أخر يسعى العديد من العقلاء داخل الحزب لمنع حدوث مواجهات جديدة داخل الحزب ومحاولة جمع الوفديين حول مرشح واحد لخوض هذه المعركة لتكريس أجواء الاستقرار داخل الحزب وهو الأمر الذي لم ينفه الدكتور السيد البدوي شحاتة مما يشير إلى إمكانية عقد صفقة بين المتنافسين الثلاثة لتقسيم كعكة المناصب فيما بينهم والتركيز على استعادة أرضية الحزب داخل الساحة السياسية وهي الأرضية التي تعرضت للتآكل طوال السنوات الخمس الماضية وظهرت نتائجها جلية خلال انتخابات مجلس الشعب. في سياق متصل تسببت الانتقادات الشديدة التي وجهها النائب الوفدي محمد عبد العليم داود خلال استجوابه حول الأغذية الفاسدة لنائب رئيس حزب الوفد منير فخري عبد النور واتهامه بالتطبيع مع إسرائيل ووجود علاقات لشركاته بشركات صهيونية في إشعال الأوضاع داخل الحزب خصوصا بعد مطالبة عبد النور بضرورة إجراء تحقيق مع داود بشأن هذه الاتهامات واتخاذ إجراءات حاسمة حيال تجاوزاته وهو أمر فسره الكثيرون باحتمال تعرض داود للفصل خصوصا أنه كان من المحسوبين على جمعة طوال الأزمة الأخيرة. فى حين قلل الدكتور السيد البدوي شحاتة من أهمية هذا الامرمؤكدا أن داود وفدي مخلص وقد يتم التجاوز عن بعض هفواته من أجل استمرار المسيرة مستبعدا ما يتردد عن تزايد احتمالات فصل داود. ورفض شحاتة التعليق على احتمالات ترشحه لرئاسة الحزب قبل إعلان فتح باب الترشيح مشيرا إلى أن هذا الأمر سابق لأوانه وأن هناك مساعي داخل الحزب للاتفاق على شخصية تفوز بالرئاسة بالتزكية لإنقاذ الحزب من أي مواجهات قد تعيد أجواء الفوضى.