ما زال أشرف مروان يسبب حالة من الجدل والبلبلة داخل المجتمع الإسرائيلي، فالبعض داخل تل أبيب يصفه بجاسوس الموساد، والبعض يراه عميلاً مزدوجًا جنده الرئيس السادات ضمن خطة الخداع الاستراتيجي التي قامت بها القاهرة قبل انتصارها في حرب أكتوبر المجيدة. وبعنوان "أشرف مروان.. حصان طروادة"، قال موقع "نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي، إنه لا شك أن الحرب التي شنها الرئيس المصري أنور السادات فاجأت الجيش الإسرائيلي، والذي لم يتوقع أبدًا إمكانية نشوب مثل تلك الحرب. وأضاف الموقع، أنه في ظل حالة عدم التوقع تلك، بعث رئيس الموساد الأسبق اللواء تسيبي زامير، برسالة لتل أبيب في صباح ال6 من أكتوبر، أكد فيها أن جيشي مصر وسوريا سيبدآن الهجوم في نفس اليوم بعد لقائه العميل الأكثر أهمية أشرف مروان في العاصمة البريطانية لندن. ولفت "نيوز وان" إلى أن مروان عرف على مدار سنوات بتسميات مختلفة من بينها "بابل" و"الأمير" والملاك" و"المرجع" و"رجل النوافذ العالية" وغيرها والآن تم الكشف عن اسمه الحقيقي؛ ألا وهو الدكتور أشرف مروان، صهر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ومع كشف هويته ظهرت اتهامات ضده، بأنه كان يعمل عميلاً مزدوجًا وعلى مدار سنوات كان يمد تل أبيب بالأكاذيب، وبقي السؤال حتى الآن، لماذا كشف مروان لرئيس الموساد سر الحرب. وأضاف الموقع الإسرائيلي أن الحديث يدور حول "حصان طروادة" وعملية خداعية كبرى عبقرية من نوعها، لقد كان مروان الممثل الأول والرئيسي لكن الذي كتب السيناريو وقام بالإخراج هو الرئيس السادات. وأوضح "نيوز وان" أنه في عام 69 ذهب مروان إلى سفارة تل أبيب بلندن وعرض خدماته بإمدادها بوثائق سرية، ذات قيمة خاصة، مقابل مبلغ من المال ليس بالضئيل، وهو 200 ألف دولار مقابل الوثيقة الأولى و150 ألف دولار مقابل كل وثيقة إضافية. وأشار إلى أن عملية فحص وتدقيق تمت لكل من مروان ووثائقه على مدار سنوات، وتم التأكد من أن تلك الوثائق أصلية وذات أهمية، والتي كشفت عن أمور شديدة السرية، كالمناقشات التي كانت تدور في مصر حول امتلاك السلاح، وأصبح لدى تل أبيب الفرصة للتجسس على عملية صنع القرارات الخاصة بالسادات، إلا أن كل هذا كان مجرد جزء من الخداع، ومروان لم يكن إلا جزءًا من لعبة جاسوسية متطورة وبارعة، تفاصيلها لم تعرف بعد، ونبعت من الاحتياجات العسكرية والأساسية لمصر في تلك الفترة، لقد كانت تلك اللعبة عبقرية. من جانبها قامت صحيفة معاريف العبرية بإنشاء معجم صغير لحرب 73، على موقعها الإلكتروني، وكتبت تحت الجزء الخاص بأشرف مروان "أشرف مروان، هو من أبلغ تل أبيب بأن القاهرة ستشن حربًا علينا، لكنه أخطأ أو تعمد أن يخطئ في تحديد ساعة الحرب لتضليل إسرائيل، محذرًا من أن موعد الحرب في السادسة مساء بينما هى اندلعت في الثانية ظهرًا، اسم مروان كشف بعد 30 عامًا من الحرب، وتم العثور على جثته في العاصمة البريطانية لندن في عام 2007 وسط ظروف غامضة". وفي سياق متصل أورد موقع "والا" الإخباري العبري ما سماه بتفاصيل جديدة عن أشرف مروان، لافتًا إلى أن تلك التفاصيل جاءت في كتاب جديد لعاموس جلبوع رجل المخابرات الإسرائيلي السابق. وجاء في الكتاب -الذي نقل الموقع مقتطفات منه- "لقد قام أهارون ياريف، رئيس المخابرات الحربية الأسبق بتجنيد أشرف مروان، المعروف باسم الملاك، واتصل مروان عدة مرات بالملحق العسكري في سفارتنا بالعاصمة البريطانية، شموئيل ايل، وطلب التحدث معه، بعدها توصل مروان لرقم الهاتف المنزلي الخاص بالملحق العسكري وتحدث مع ابنته وسبب لها حالة من الإرباك والإزعاج، وبعدها تم إبلاغ أهارون ياريف بالقصة وعلاقة النسب التي تربط مروان بعبد الناصر، ما حفز رئيس المخابرات الحربية على بدء التعامل مع الأمر". ويضيف جلبوع في كتابه "بعدها اتصل مروان مجددًا، وقامت المخابرات الحربية الإسرائيلية بعمليات فحص له بعدها تم الشروع في تشغيله، على الصعيد الاستراتيجي ولم يكن هناك مثل أشرف مروان، لقد أحضر لتل أبيب وثائق بروتوكولية عن محادثات جرت بين المصريين والروس، وهي مادة قيمة لا يمكن تخيل مدى أهميتها، لقد كان الأمريكيون يقبلون أرجلنا بسبب تلك المادة". ويستكمل الضابط الإسرائيلي السابق: "في رأيي لم يكن هناك شخص مثل مروان، لم يحضر لنا أحد معلومات مثل تلك، لقد قال عنه أهارون ياريف رئيس المخابرات الحربية إنه شخص جيد جدًا، إلا أن المخابرات لا تعتمد أبدًا على رجل واحد، لابد دائمًا من الاعتماد على نظام الصياد والشبكة، لقد أقام ياريف منظومة لجمع المعلومات أنفق عليها المليارات كي لا نعتمد على أفراد قليلين، مروان لم يكن عميلاً مزدوجًا، لقد كان جاسوسًا لإسرائيل".