بدت نذر مؤشرات على خلافات قد يشهدها حزب "الوفد" خلال انتخابات مجلس الشعب المقررة في أكتوبر بين الدكتور سيد البدوي رئيس الحزب وأعضاء داخل الهيئة العليا المقربين بكل من الرئيس السابق للحزب محمود أباظة والسكرتير العام الحالي للحزب منير فخري عبد النور. ويؤيد البدوي خوض الانتخابات عبر الدفع بعدد كبير من المرشحين، فيما تشير تسريبات إلى أن ذلك سيكون عبر إبرام صفقة مع الحكومة يحوز فيها "الوفد" على عدد كبير من المقاعد تؤهله لقيادة المعارضة في مجلس الشعب القادم بديلاً عن "الإخوان المسلمين". بينما يرفض أباظة وعبد النور إبرام الدخول في الصفقة، خشية من أن يؤدي ذلك إلى تكريس نفوذ البدوي داخل الحزب، ما يعزز من احتمالات قيادتهما المعسكر الرافض لخوض الانتخابات "نكاية" في غريمهما وليس رفضا للمشاركة. وكان البدوي صرح مؤخرًا بأن الحزب لم يتخذ بعد قراره النهائي بشأن خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة.، وأوضح أن الأمر متوقف على تحقيق الضمانات التي ستتفق عليها القوي السياسية المختلفة والتي سيتم عرضها مباشرة على الرئيس حسني مبارك لاستخدام سلطاته في تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية، تماشيًا مع وعوده بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. يأتي ذلك فيما يتجه البدوي لانتزاع قرار بالمشاركة من قيادات الحزب، عبر ممارسة ضغوط قوية لانتزاع قرار المشاركة في الانتخابات، مقللا من جدوى المقاطعة رافضا دعوة "الجمعية الوطنية للتغيير"، باعتبار أن قرارات المقاطعة السابقة لم تحقق هدفها وعلى رأسها التخفيف من قبضة النظام على السلطة. ويرجح أن تشهد اجتماعات الهيئة العليا القادمة صراعا بين الطرفين على حسم المعركة لصالحه سواء بالمشاركة أو المقاطعة، فيما لم تستبعد مصادر وفدية إمكانية إبرام الطرفين- البدوي من جهة وأباظة وعبد النور من جهة أخرى- لاتفاق يعزز من نفوذهما ولا يسمح بالانتقاص من أرضية الآخر.