كمن لدغته مجموعة من العقارب السامة وأمسكت الكهرباء بتلابيبه فصعقته حتى جف .. أطلقت صرخة مدوية فور قراءتي لمقال تامر حسني في جريدة الأهرام السبت الماضي , قلبت الجريدة يمينا ويساراً لأتأكد أنني لا أحلم ..فوجدتها..آة .الأهرام والله العظيم.. الأهرام.. بجلالة قدرها ..الأهرام التي تأسست في 27 ديسمبر 1875 تستكتب "تموره" ..بعد أحمد لطفي السيد، ومحمود سامى البارودي وأحمد شوقي ومصطفى لطفى المنفلوطى، وطه حسين، والعقاد، ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وزكى نجيب محمود وبنت الشاطئ ويوسف إدريس وثروت أباظة، ولويس عوض، وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد حسنين هيكل وعمالقة الفكر والثقافة. اندهاشي الذي فاق الحدود لا يستند إلى أنه يكتب في جريدة بحجم ووزن الأهرام فقط وانما لأنه كان يكتب في الصفحة الثقافية التي من المفترض ألا يكتب فيها الا العلماء والمثقفون فقط وليس المطرب الذي قضى عقوبة السجن لمدة سنة بتهمة التزوير في شهادة التجنيد للهروب من أداء الخدمة العسكرية وذلك بعد فترة قصيرة من غنائه أغنية وطنية اسمها "لو كنا بنحبها" برفقة زميلة المطرب هيثم شاكر الذي زور أيضا شهادة تجنيده أيضا ليزامله في السجن والغناء كذلك لكن تامر انفرد وحده بالشعبية بعد خروجه من السجن كما أنه قام بغناء اغنية خاصة للجيش على سبيل الترضية في ألبوم "بنت الايه" (لاحظ عنوان الالبوم) تأتي أغنية "اعتذري" وهي اغنبة اباحية بامتياز من تلحين صديقه ورفيق سجنه هيثم شاكر حيث يقول فيها" اعتذري للي ح ييجي بعدي.. خليه يسامحني أصل أنا أخدت كل حاجة في عهدي.. وشوفي عهدي كان كام سنة" وتبدو الاباحية صفة ملازمة للنجم الذي غنى ملحمته الشهيرة "كل مرة اشوفك فيها ..أبقي نفسي آآآآآ" ولم نعرف حتى الآن ما هو الآآآآآ اللي نفسه فيه بالاضافة إلى معلقته الشهيرة "أكتر حاجة بحبها فيكي هوه ده" ثم ينظر إلى صدر الفنانة زينه التي شاركته الكليب وعند قراءتك لمقال تامر حسني في الأهرام أو بالأحرى "الياذته" المعنونة باسم "حكاية كل واحد فينا" وهي خلاصة خبرته في الحياة التي يريد نقلها إلى الناس ستضحك حتى تستلقي على قفاك ..فلا نحو ..ولا لغة..ولا أسلوب..ولا ترابط ..باختصار لا مقال من الأساس فنجم هذا الزمن الرديء يحاول الترويج لألبومه الجديد عبر هذه المقالة ف"حكاية كل واحد فينا" هي أحد اغنيات الألبوم وهو يطلق عبر مقالته تحذيرا جاء فيه "الرجاء من كل من تنطبق عليه حالة الأغنية أن يتجنب سماعها مع شريكة حياته" وذلك بالتأكيد منعا للمشاكل والتدخل العسكري ثم يتابع تحفه عصره واوانه "هناك أيضا من تزوجت شابا لا تحبه ولكنه مرتاح ماديا, وهناك من تزوجا بشكل متسرع لمجرد احساسهم بأنهم سيكونون في منتهي السعادة وخصوصا في العلاقة الحميمة, ويتفاجأ كلا منهما بعد فترة قصيرة أن الزواج لا يتعلق بهذه المسألة فقط ولكنه مسئولية كبيرة لكلا الطرفين واحترام متبادل بينهما.. وهات وخد" وبعيدا عن الاخطاء المتناسلة في الصياغة والاسلوب فقد حاولت استخدام ذكائي الفطري والمكتسب في فهم ما يقصده ففشلت هل يقصد ب"هات وخد" العلاقة الحميمة أم مسؤولية الزواج أم الاحترام أم يريد أن يقول أن الزوجين "لازم يبقوا كدة زي السكينة في الحلاوة" على رأى اللمبي لم أستعن باراء اللمبي لأنني من عشاقة لكن الشيء بالشيء يذكر وعلى سيرة الأمثال ومثلما يقول اللبنانيون "هيك شعب بدو هيك مطربين" , وما فعله تموره لايمكن أن نلومه عليه فالرجل اذا غني تذيع كل القنوات اغانية واذا مثل تستقبل كل السينمات أفلامه واذا كتب فيلماً تم انتاجه تحت اسم يكتب دائما بالبنط العريض تأليف تامر حسني واذا لحن اغنية راجت على الفور وكلما زاد من اباحية اغانيه استقبله الجمهور بحفاوة وتصفيق حتى أن اسطورته انتقلت إلى الصحافة , وبالمناسبة فإن الكارثة ليست في أن تامر كتب ولكن لأن الأهرام سقطت سقوطا مدويا بنشر هذا المقال الفاجعة في الصفحة الثقافية دون أن يراجعه أو يقيمه أحد, كما أن هذا المقال يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن نجم الجيل ظاهرة لا يمكن لأمثالي أن يفهموها فأنا لا أفهم بالتأكيد مثل القائمين على جريدة الأهرام ..ولكن بما أن العناد عنصر أصيل في عائلتي ..فإنني مضطر لانهاء هذا المقال والتفرغ لفهم اغنية تامر حسني التي يقول فيها " ركزي بقي في الكلام اللي بقوله .. بقى قي قا قي قا قي قا قا قو قى قا" ! * صحافي مصري مقيم في الكويت [email protected]