اياك يا صديقي ان تخدع نفسك لحظة وتظن انك عائش على وش الدنيا .. فالحقيقة أنك ميت وأنا ميت ونحن جميعا أموات، فمن يعش في الأجواء الهباب التي نعيشها الآن لا يمكن أبدا أن يكون حيا بقوانين الطبيعة والكون والحياة. قل لي بالله عليك هل انت سعيد في حياتك وراض عن نفسك وقادر على ان تأخذ حقك –مجرد حقك-ولديك أمل في المستقبل؟ّ.. انا شخصيا لا اظن فكل ما حولنا يدعو للاكتئاب والاحباط والهوان!! انظر حولك سوف تجد في كل زاوية وركن وبلاعة مجاري وبكابورت مفتوح...قلة منحرفة بايظة وفاسدة وشريرة وملعونة وشاذة وجربانة ومريضة نفسيا ومتخلفة عقليا استحوذت لنفسها على كل شيء واي شيء وسرقت احلامنا وأعمارنا وحقنا المشروع في حياة آدمية آمنة وكريمة ومحترمة! هذه القلة المنحرفة من سارقي الأعمار كانوا يتشعبطون في الاتوبيسات ويجرون وراء الميكروباسات وياكلون الفول والطعمية والكشري ويشترون ثيابهم من وكالة البلح وحالهم يصعب على الكافر ثم اصبحوا في غمضة عين من اصحاب الملايين! احد هؤلاء التقيته صدفة في مؤسسة ما من المؤسسات المهمة فوجدته يعطي قفاه لكل من يقابله ثم يمضي مختالا فخورا ناسيا انه بدأ حياته ساكنا في غرفة فوق السطوح ولم يكن يملك حق النشوق!! وآخر في وزارة مهمة كان يأتي الى عمله بقميص وبنطلون جربان طوال العام أصبح اليوم علما أو هرما أو صنما يكلم العاملين معه من طرف مناخيره وكأنه هبط إلى دنيانا من السماء!! رمز آخر من رموز أحزابنا السياسية الكرتونية الوهمية دمر الحزب وقضى على العناصر المحترمة فيه يظهر الآن في التليفزيون ليحدثنا عن العدل والحق والحرية والمساوة والضمير متجاهلا انه وصل الى موقعه عن طريق سكرتيرة واحد مهم!! مذيع نص كم في برنامج عبيط لا يشاهده أحد اصفراوي وغلاوي وعامل مشاكل لا حصر لها في تلك القناة الفضائية كان حتى وقت قريب يتسول السيجارة و كوباية شاي و يلقح جتته على الناس حتى يعزموه بلوشي على اكلة كشري حقق ذاته واحلامه ودمر كل من حوله بفضل عضويته في نادي غير الطبيعيين!! رئيس جامعة شهيرة سادي ومجنون وتصادمي وغاوي مشاكل وخناقات وعاشق للمؤامرات وتدبير المقالب لزملائه الاساتذة يظهر في كل وسائل الإعلام ليفتي في اي شيء وكل شئ ويعطي دروسا في الحياة والوطنية وحلاوة الكفاح تبين انه لم يكن أكثر من مخبر في التنظيم الطليعي! فنان مشهور يجيد كل شي إلا الفن ويظهر في كل الاعمال الكوميدية والدرامية والتاريخية والثقافية والبدنجانية على المسرح والسينما والتليفزيون كان في شبابه طباخا ثم سفرجيا عند مسئول كبير! لن أحدثك عن المكوجي الذي اصبح مطربا ولا العجلاتي الذي صار نجما سينمائيا ولا الجزماتي الذي اصبح لاعب كرة ولا اللص الذي تحول الى رجل اعمال ولا الحانوتي الذي صار ملحنا ولا تاجر المخدرات الذي دخل البرلمان ولا القواد الذي أصبح مصلحا ولا المطرب ابو شعر على صدره الذي اصبح كاتب مقالات في صحيفة قومية كان يكتب فيها العقاد والحكيم وهيكل ولا المخبر الأصيل الذي صار نجم النجوم! لن احدثك عن كيفية وصول هؤلاء وغيرهم الى مواقعهم وكيف يحاولون الآن محو ماضيهم واخفاء عوراتهم مع انها معروفة وموثقة ومسجلة بالصوت والصورة ولا كيف استباحوا لأنفسهم سرقة احلام الشرفاء وأعمارهم حتى يصبحوا سادة وكل من حولهم عبيد!! بالطبع ليس كل ناجح فاسد وليس كل مشهور شاذ أو منحرف أومدمن أو مخبر أوجربوع أو قواد أو مريض نفسيا أو متخلف عقليا .. فهناك من حققوا ذواتهم ونجاحاتهم بالعمل والعرق الكفاح لكنهم الآن قلة محدودة لا تأثير لها بل إن حياتهم ضائعة في مواجهة المؤامرات التي تستهدف رميهم في طابور المركونين ! الان في مجتمعنا وفي كل المجتمعات التي تم تجميدها وتعقيمها –من العقم – وتأميمها لصالح الزعيم او الحزب أو الأمانة –من اللجنة- أوالشلة أو الطائفة أوالعشيرة اوالقبيلة لا يمكن لأحد مهما كان أن ينفذ من خرم الإبرة إلى مستوى أعلى مالم يكن مختوما على قفاه بختم النسر انه جربوع أصيل أو عضو نشط في طائفة الحانوتية وسارقي الاحلام!! صدقني ليس من قبيل الصدفة ان تشقى انت واولادك واحفادك وأحفاد أحفادك لينعم آخرون أقل منك علما وخبرة وكفاءة وموهبة وضميرا واخلاقا ووطنية لمجرد انهم اعضاء في نادي البوظان!! لا تصدق ابدا انك ملعون او محسود أو مسحور أو معمول لك عمل حين تحفي وتشرب الويل وظلام الليل لتدبير لقمة العيش لك ولاولادك فالقاعدة ان تلف وتدور في الساقية ثم تعود في نهاية اليوم مكدودا مطحونا لتعاود الدوران في اليوم التالي في نفس الساقية من اجل حفنة جنيهات ممزوجة بالمهانة وقلة القيمة!! ليست لعنة من السماء ولا دعوة ولية ساعة صبحية ان تعاني من اجل أن تحيا – مجرد ان تحيا – وأنت تغض الطرف عن السفالة والوقاحة والكلاحة والصفاقة والبجاحة والتناحة والنطاعة وتلقيح الجتت في حياة لا تختلف كثيرا عن حياة كلاب السكك ! لا تتحسر كثيرا وانت محشور في ذلك الاتوبيس اللعين الشبيه بعلبة السردين او في ذلك الميكروباس الكحيان حين يرتطم بسيارة فارهة يقودها فرفور مدمن عامل دماغ لا يحمل رخصة قيادة فهذا هو حال الدنيا في بلاد الفهلوة والأونطة والنصاحة والنطاعة واحنا اللي دهنا الهوا دوكو ولو مش عاجبك اشرب من البحر أو من اقرب بكابورت! لا تندهش حين تجد غانية لعوبا تنزل من سيارتها الطويلة العريضة بفستانها الشبيه ببدلة الرقص لتضرب عسكرى المرور الغلبان على قفاه ثم تسبه وتفرش له الملاية هو واللي مشغلينه وفي النهاية تقول له شوبش يا روح امك انت مش عارف انا مين!؟؟؟ وحتى لو عملت عبيطا وسايرت الامور وعملت خدك مداس وانحيت لهذا وذاك وقبلت الايدي والاقدام والأحذية طوال اليوم وكل يوم فلن تحصل إلا على الفتات لأنك مصنف وسوف تظل مصنفا في طائفة أولاد البطة السوداء من العبيد والأرقاء المستعبدين!! اعمل عبيطا ماشئت وكيف شئت وأنى شئت فلن يتفضلوا عليك ويعطوك شيئا مالم يكونوا راغبين في الحصول على شئ أكثر قيمة منك مثل كلوتك أو حتة من كبدك أو عضو مهم من اعضائك أو شرفك أو حريتك او يدوسوا على كرامتك بنعالهم ثم يعفروا جبهتك في التراب. يا صديقي لا تصدق ما يقولونه لك في الأغاني والحواديت وحكاوي القهاوي انك عائش على وش الدنيا وحالك أحسن من غيرك في أرض الله الواسعة فالحقيقة انك ميت وكلنا أموات!!!