منذ جريمة النظام السوري الكيماوية على ريف دمشق وما تبعها من إرهاصات وإعلانات عن هجوم عسكري على نظام الأسد ،تزداد استطلاعات الرأي المتعلقة لمعرفة رأي الشعوبالغربية وتحديدا الأمريكيةحول مدى تأييدهم أو رفضهم لضربة عسكرية محتملة . و من الواضح كما هومتوقع وما ينسجم مع المسار التاريخي لاستطلاعات الرأي الأمريكية أن أغلبية الأمريكيين بشكل عام يرفضون التدخل العسكري في سوريا مع اختلاف درجات الرفض والتأييد تبعا لعدة معطيات . ومن هنا تبرز الحاجة لفهم كيفية قراءة هذه الاستطلاعات والتحولات والتغيرات التي يمكن أن تحدث على نتائجها في المستقبل القريب ، وهو ما اذكره هنا بالاستناد إلى رؤية عامة وطولية وممتدة لاستطلاعات رأي متشابهة للظرف الحالي . بشكل عام ، يرفض الأمريكيون العمل العسكري خارج أراضي الولاياتالمتحدة ولعل السبب الرئيس لهذا الرفض يعود إلى التاريخ الأسود في خوض قواتهم حروبعابرة للحدود وما تبعها من خسائر وأهمها حرب فيتنام . وفيما يتعلق بالدور العسكري ، فيرفض الأمريكيون الانفرادبدورعسكريمن طرفهم ،ولذا يزداد التأييد في حال كانت هناك موافقة وغطاء دولي من مجلس الأمن ، ويزداد أكثر في حال كانت القيادة للأمم المتحدة. وأما ما يتعلق بطريقة المشاركة العسكرية ، فيرفض الأمريكيون العمل العسكري البري مقارنة بالضربات الجوية . وما يرتبط بتهديد مصالح الولاياتالمتحدة ، فأن تأييد الأمريكيين يزداد لعمل عسكري في حال كانت المصالح الأمريكية تعرضت للخطر أو تكون الولاياتالمتحدة طرفا في النزاع أو حليفا لها مثل الكيان الصهيوني . وفي حال اتخذ الرئيس القرار بالتدخل ، فان من المتوقع أن تزداد نسبة التأييد وهو ما تسمى ظاهرة الالتفاف حول الرئيس . وأخيرا ، يزداد تأييد الأمريكيون للتدخل العسكري بعد الحدث في حال تحقيق انتصار والعكس في حال الهزيمة . نعم ، لهذه الدرجة وصل ضعفنا وحالنا بأن ننتظر ونتعلق ونحلل أراء شعوب المخلص المستعمر لوقف نزيف دمنا ومواجهة طغيان أبناء جلدتنا ؟!