سحب الكراسات اليوم.. شروط ومميزات الالتحاق بالمعاهد الصحية الشرطية    وزير الطيران المدني: نسعى لتحقيق خطة طموحة لافتتاح المزيد من الخطوط في السوق الإفريقية الواعدة    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم عسكر بنابلس    بمزحة عن سن ال 41.. بايدن يستجدي الأمريكيين إعطاءه «فرصة نهائية»    بايدن يطمئن ويمازح الناخبين: أنا على ما يرام وعمري 41 عاما    الرئيس الإماراتي يستقبل شيخ الأزهر.. ويبحثان تأصيل الحوار الحضاري    رئيس إيران المنتخب: الولايات المتحدة يجب أن تدرك أننا لن ترضخ للضغوط    الجيش الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على عدة بلدات جنوب لبنان    هل كهربا على رادار الخلود السعودي؟ الخلفية يكشف الكواليس    «كهربا» مُعلقًا على هدف «أفشة» في بيراميدز: تستاهل كل خير يا أخويا    بسبب ماس كهربائي.. حريق يلتهم عدد من المحلات التجارية بموقف السلام    سقوط مسجل خطر بحوزته 2 كيلو حشيش وسلاح ناري في الأقصر    60 % من أرباح النسخة الثانية للأشقاء.. مهرجان «العلمين» بروح فلسطين    رامي جمال يكشف عن موقف محرج تعرض له بسبب إصابته ب البهاق (فيديو)    رامي جمال يروي كواليس قرار الاعتزال بعد إصابته بالبهاق قبل التراجع عنه    عاجل - صيام يوم عاشوراء.. الموعد والدعاء فيه    أمين الفتوى: السحر موجود.. وهذا حل التخلص منه    للأمهات.. نصائح لمنع التهاب الأذن الحاد عند الأطفال    محافظ أسيوط للمواطنين: سأعمل على إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل    اليونان تنفي علاقتها بالضربة الصاروخية على سيفاستوبول في القرم    مواعيد مباريات اليوم السبت 13-7-2024 والقنوات الناقلة    هل نجح الإسبانى خافيير روخاس فى إدارة لقاء الأهلى وبيراميدز؟ عادل عقل يجيب    شعبة الأدوية: أزمة الدواء في مصر ثقافة وليست نقصا    ملف رياضة مصراوي.. فوز الأهلي.. السوبر الأفريقي في السعودية.. وتغريدة شوبير    وزير الري عن شكاوى نقص وصول المياه للترع: نشهد أقل عدد من المشكلات هذا العام    وزير الشؤون النيابية: «الحكومة وكل مؤسسات الدولة تعمل من أجل المواطن.. ومصر للمصريين»    تحذير عاجل للمصطافين بمحافظة مرسى مطروح اليوم    أول صور من موقع انهيار حفرة على شاب أثناء البحث عن الآثار ب الجيزة    مقتل مدرب جيم أثناء تدخله لفض مشاجرة بين جيرانه بشبرا الخيمة    قرارات النيابة العامة في احتراق سيارة «نقل» ومصرع قائدها بمنطقة الصف ب الجيزة    «مفتعلة».. وزارة الرياضة تكشف حقيقة واقعة تدخين الشيشة في مركز شباب ب المحلة (فيديو)    الحوثيون يعلنون استهداف سفينة مرتين فى البحر الأحمر وفى باب المندب    محلية النواب: الفترة المقبلة ستشهد تقديم تسهيلات لبعض التعقيدات في تطبيق قانون التصالح    فرحه و إشادة.. بدء التشغيل التجريبي للحافلات الكهربائية بشرم الشيخ    محمد منير يُطرب جمهوره بأغانى يونس ولِلّى وعلمونى عينيكى فى مهرجان العلمين    أحمد نعينع: لم نعتمد قارئا واحدا في الإذاعة منذ عامين    وسط حضور الآلاف.. حكيم يشعل حفل المنصورة الجديدة    ابنة سعيد صالح ترد على إساءة آمال رمزي لوالدها : "أنا لسه مردتش"    اللواء أشرف الجندي يتفقد مشروعات حياة كريمة قي جولة مفاجئة    تراجع سعر الطماطم والخيار والخضروات بداية الأسبوع السبت 13 يوليو 2024    أحمد كريمة: «طبق عاشوراء» اختراع صلاح الدين الأيوبي للقضاء على طقوس الحزن    التحكيم في الميزان.. 3 مواقف حكمت على الحكم الإسباني "قاضي" مباراة الأهلي وبيراميدز    عاجل.. هل سيشارك؟ أول تعليق من الزمالك على إعلان إقامة السوبر الإفريقي بالسعودية    جامعة دمياط تحقق مركزًا متميزًا في تصنيف ويبوميتركس الإسباني للاستشهادات المرجعية    استعداداً لانتقال القوات المسلحة.. السيسي يتفقد مركز القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية    إرادة الله تتحدى التخزين الخامس واتفاقية عنتيبي، شاهد ماذا حدث في الهضبة الإثيوبية (صور)    ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت وكيفية الوقاية منه    توقعات بخفض الفائدة في الربع الأخير من هذا العام    باريس 2024| المنتخب الأولمبي يؤدي تدريبه الأول في فرنسا    دعاء الامتحان الصعب 2024.. دعاء الامتحان والنجاح مستجاب    بعد تحذير الحكومة من استخدام «أكياس الملح».. ما عقوبة سرقة الكهرباء في مصر؟ (فيديو)    محمد علي رزق يحتفل بهدف قفشة أمام بيراميدز: "الدقيقة 85 القاضية ممكن"    السبت.. بدء فتح باب التظلمات للدبلومات الفنية 2024 في مدارس القاهرة - (صور)    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفي برج العرب والعامرية ويؤكد ضرورة تحسين سكن الفرق الطبية    الشئون الإسلامية: الأزهر لم ينغلق على فكر.. ومأذنته تؤكد على التعددية    فريق طبي بجامعة أسيوط ينجح في إجراء جراحة معقدة بالميكروسكوب    هل يجوز خروج المرأة متعطرة؟.. مفتي الجمهورية يحسم الجدل (فيديو)    وزير التعليم: يجب التغلب على مشكلة الكثافة الطلابية بالفصول بطرق مبتكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان واعتذار شعبي واجب عن اجتهاد خاطئ
نشر في المصريون يوم 30 - 08 - 2013

1- الاعتذار فضيلة وليس عيباً، وهو خلق اجتماعي يستهدف طيب المعايشة بين أفراد المجتمع، ويمحو ما قد يشوب المعاملات الإنسانية والمجتمعية من اضطراب، أو من تشاحن نتيجة اختلاف الرؤى، أو تعارض المصالح، أو سوء الأفهام، أو سوء تقدير المواقف... والاعتذار ينفي عن صاحبه صفة التعالي
والكبر، ويمنحه المصداقية والثقة في قلوب الآخرين، كما أنه يُزيل الأحقاد، ويقضي على الخصومة في مهدها، ويدفع عن صاحبه سوء الظن به والارتياب فيه، والأهم من ذلك كله أنه نوع من تحمل المسئولية عن الخطأ حتى وإن كان الأخير غير مقصود لذاته أو دُفع إليه دفعاً.
2- نعم مصر الآن - وشعبها الطيب- تحتاج إلى الاعتذار؛ من أجل لم شمل أبنائها واجتماعهم من جديد على آمال وأهداف الثورة.
لكن من يقدم الاعتذار؟؟.. أيقدمه من عزلوا الرئيس المنتخب وحبسوه، من عطلوا الدستور، وأهدروا القانون، وامتهنوا كرامة المصريين واستباحوا دماءهم... لن يفعلوا أبداً، فأيديهم تخضبت بالدماء، والدم لا يغني عنه اعتذار.... بل سيكرسون سلطتهم أملاً في الهرب من ثمن الدماء.
3- إذن من له أن يقدم هذا الاعتذار إلى مصر وشعبها غير من كانوا في سدة الحكم بالأمس القريب، من أخرجوا رئيسهم من القصر بسوء الممارسة سواء كانت عن قصد، أو عن خطأ، أو عن جهل، أو عن تقصير وسوء فهم أو تقدير. فئات كثيرة من المصريين استشعرت من التيار الإسلامي لغة الاستغناء والاعتداد بالنفس.. نعم استشعروا لغة الاستعلاء عليهم، وعدم حاجة حكامهم الجُدد إليهم في إدارة شأنهم العام ومشاركتهم فيه، وكانت أول الأخطاء عدم استيعاب من فجر الثورة من شباب مصر الأطهار، فتركوهم للئام النخب العواجيز، أو لفضائيات رجال أعمال النظام السابق، أو لمنظمات دولية مشبوهة شوهت كفاحهم وثورتهم حتى أنهم يُتهمون اليوم بالتخابر... نعم كانت هناك أخطاء كبيرة ومتكررة، كالتعامل الهين المائع مع براثن الفتن، من الداعين إليها والداعمين لها... كانت هناك أخطاء عدم تطهير مؤسسات الدولة بشكل مباشر وعاجل... كان هناك بطء وتقاعس بل وخطأ في طريقة أخذ حق من ضحوا من أجل مصر ومازال حقهم إلى اليوم ضائع. وإن أضفنا إلى ذلك من قبل مفاجأة كثيرين بإعلان الإخوان عن مرشح رئاسي لهم رغم سبق تأكيدهم بالامتناع عن ذلك، إضافة إلى ما شاب تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور من نسب ومحاصصة اعتبرها كثيرون أيضاً تكريساً للاستقواء والاستئثار والمغالبة... وقد تحولت جل هذه الممارسات السياسية السلبية التي جاء أغلبها عن تخوفات أو عن جهل بدهاليز السياسية وصنعتها، إضافة إلى تآمر جهنمي ممن كانوا ينتمون لدولة مبارك فيما أطلق عليه البعض"الدولة العميقة، فضلاً عن مكائد الخارج وخوف الكثيرين من استقرار مصر واعتدال وجهتها على طريق ديمقراطي ذو مرجعية إسلامية يحيي أمل وحدة العرب ومن بعد وحدة المسلمين... كل هذه عوامل هدم عجلت بالسقوط المفاجئ والمدوي وخروج الرئيس المنتخب غيلة من القصر بل وحبسه.
4- والذي لاشك فيه أن ممارسات التيار الحاكم من قبل، وأخطائه هذه- بل ومجرد وجوده في سدة الحكم- وَرَّثّ كثير وكثير من الاختلاف والاضطراب، الأمر الذي الذي تحول بعد الانقلاب إلى كراهية مستحكمة من البعض، وشماتة من البعض الآخر، ورضا من طرف ثالث بخارطة الانقلاب إن كانت ستفلح في تكريس الاستقرار، واستتاب الأمن، وعدم انقطاع الكهرباء، وتوفير الوقود، وسير عجلة الحياة، ونيل لقمة العيش، حتى وإن تحقق ذلك على حساب التضحية بالإخوان وحلفاءهم، وهو ما جرى بالفعل، فلم يتصدى للانقلاب على التجربة الديمقراطية الوليدة سوى أول الخاسرين...
5- من أجل ذلك ولأن الإخوان لم يوفقوا فيما ذهبوا إليه في كثير من المواقف والممارسات والتي أثبت الزمن خطأ قرارهم بصددها، ولأن اجتهادهم رغم الخطأ كان عن إخلاص ولصالح هذه الأمة، فيتعين عليهم ابتداءً الاعتراف بالخطأ، ثم الاعتذار لجميع التيارات الثورية، ورفقاء ميدان التحرير وشعب مصر الطيب على هذه الأخطاء التي دفع الإخوان ثمنها باهظاً من دماء الشهداء، حرباً ضروساً تشنها عليهم أدوات الانقلاب.
6- وليكن هذا الاعتذار بمثابة مصالحة شعبية حقيقية تدعو الجميع إلى التوحد والالتفاف حول راية الثورة التي تكاد تضيع، ويكاد يسلبها النظام القديم وعملاؤه مرة أخرى. فغالبية الشعب الطيب لا تمارس السياسة، إنما ترغب في حياة هادئة، ولقمة عيش حلال للأبناء.... لكن الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه سيتملك شغاف قلوب هذه الغالبية بقوتها الناعمة، وستحرك المصالحة الشعبية عاطفتها نحو الحق والعدل، نحو التصدي للباطل، نحو حماية التجربة الوليدة ومحاسبة المنقلبين عليها، السارقين للحلم، الذين أهدروا الدم الحرام.
7- وجملة القول انه لا قبل ولا إمكانية لمواجهة جبروت قوة الانقلاب الغاشمة إلا بانضمام هذه القوة الناعمة ذات الثقل إلى من بالشارع والميادين الآن، وإنه لا سبيل إلى ذلك إلا باعتذار واجب، عن اجتهاد خاطئ، وسوء ممارسات جاء عن أثرة، أو خوف، أو جهل بجديد لم تختبر فيه أي من القوى السياسية في مصر من قبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.