هون الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية مما يثار حول وجود انشقاقات داخل "الجمعية الوطنية للتغيير"، بعد انتقادات علنية وجهها له عدد من قياداتها خلال الفترة الماضية، بسبب رحلاته المتكررة إلى الخارج، قائلاً إنه ليس هناك انقسامات داخلها، لأنها ليست كيانًا موجودًا بالفعل، بل هي مجرد مقترحات ورؤى حول أحداث التغيير في مصر. وقال في مقابلة مع فضائية "الجزيرة"، إنه ليس رئيسًا لأي جمعية، وإن إنشاء "الجمعية الوطنية للتغيير" لم تكن فكرته بل هي فكرة شعبية نابعة من المصريين حينما التقى بهم (عقب عودته إلى مصر في أواخر فبراير الماضي) فأرادوا أن يشكلوا جمعية تحمل فكرة التغيير التي ينادي بها، غير أنه أقر ضمنًا بانصرافه عن الجمعية، قائلاً إنه يفضل التعامل مع الشباب، لأن المستقبل لن يقوم إلا بأيدي الشباب وبأفكارهم الحديثة. ونفى البرادعي بشدة أن يكون دخل في أية مفاوضات مع النظام المصري منذ عودته إلى مصر، على إثر تبنيه قيادته لمطالب بإقرار حزمة تعديلات دستورية وسياسية في مصر، وقال إنه ليس مستعدًا لأي تفاوض مع النظام المصري حول مبادئه ومعتقداته، إلا في حالة واحدة لو أراد أن يغير الدستور إلي دستور ديمقراطي. في المقابل، لم ينف البرادعي اتصالاته مع "الإخوان المسلمين" الذين يرى أن لهم الحق في ممارسة العمل السياسي تحت مظلة القانون، وقال: "الإخوان فهموني صح لأنهم فرقوا بوضوح بين عملية التغيير التي أطالب بها وبين الترشح، لأني لست مرشحًا بل فقط أنادي بالتغيير"، مؤكدًا أنه فقط يريدهم أن يوفوا بوعدهم له وأن يوقعوا على بيان التغيير ويقفوا بجانبه كما ذكروا. ورفض البرادعي حسم مسألة ترشحه إلى انتخابات الرئاسة في مصر العام المقبل، وقال: "وقت الانتخابات سأحسم الموقف وليس الآن"، رغم أنه أبدى في وقت سابق رغبته بالترشح بعد الاستجابة لشروطه بالتغيير، وإجراء تعديلات على عدد من مواد الدستور، ورفع القيود على ترشح المستقلين في المادة 76. وتمسك برفضه خوض الانتخابات عن طريق الانضمام إلى أي من أحزب المعارضة في مصر، نافيًا اتهام الأحزاب له بالتعالي عليها، وقال: "أنا لست متعاليًا على الأحزاب كما اتهموني، لكني رفضت مطالبهم بأن أدخل الانتخابات عن طريق أي حزب من الأحزاب، خاصة وأن معظم الأحزاب المصرية تعيش كثير من المشاكل والخلافات، وأنا فقط أطلب منهم أنهم لو أرادوا عملية التغيير فعليهم أن يدخلوا انتخابات حقيقية وليس مجرد إضفاء شرعية وهمية للنظام". وناشد المفكرين وأساتذة الجامعات في مصر أن يكون لهم دور في حركة التغيير التي يدعو إليها، و"ألا يظلوا جالسين في منازلهم"، مؤكدًا أن حركة التغيير تحتاج لنهوض الشعب المصري واتحاده، لأنه لن يحدث إلا بسواعد المصريين. وأدان ممارسات التعذيب في أقسام الشرطة ومراكز الاحتجاز في مصر، قائلا: "آن الأوان لإنهاء حالة التعذيب في مصر"، وأشار إلى أنه قام بزيارة الإسكندرية يوم الجمعة الماضي لإدانة مقتل الشاب خالد سعيد الذي تقول أسرته إنه قتل وشهود عيان إنه قتل جراء تعرضه للتعذيب على يد الشرطة. وعبر عن استنكاره لتحول مصر إلى مركز للتعذيب بالوكالة عن الآخرين، وأشار في هذا السياق إلى شخص بريطاني أرسل إلى مصر من قبل المحاكم الإنجليزية من أجل تعذيبه، وقال: "لا يجب أن تكون مصر مركز للتعذيب لا للمصريين ولا غير المصريين".