اللقاء استمر عدة ساعات في سجن العقرب.. الوفد عرض الخروج الآمن للجماعة وبعض الحقائب الوزارية والتعجيل بانتخابات رئاسية وابتعاد السيسي عن المشهد التقى المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وفدًا خليجيًا أمريكيًا ضم وزراء خارجية قطر والإمارات ووليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية، وبرناندنيو ليون، مبعوث الاتحاد الأوربي، استمر لعدة ساعات داخل سجن العقرب، في وقت متأخر من مساء الأحد.. استمع خلالها الشاطر إلى عروض الوفد، المتمثلة في الخروج الآمن للجماعة دون أي ملاحقات أمنية على أن يتم دعمهم في الانتخابات البرلمانية القادمة ووعد ببعض الحقائب الوزارية والاندماج في الحياة السياسية. واقترح الوفد الأجنبي على الشاطر أيضًا سفر الرئيس المعزول محمد مرسي وعائلته إلى الخارج، والتعجيل بإجراء الانتخابات الرئاسية وإنهاء الفترة الانتقالية على أن يتقدم الفريق عبد الفتاح السيسي بعدها باستقالته ويبتعد عن المشهد بصورة كاملة. وأكدت مصادر إلى"المصريون" أن الشاطر طالب الوفد بالتفاوض مع الدكتور محمد مرسي، بصفته الرئيس الشرعي، وأنه استمع إلى الوفد أكثر مما تحدث، مؤكدًا استمرار التظاهرات الحاشدة في الشارع لحين عودة الرئيس قائلاً: إن "الأمر خرج من يد جماعة الإخوان، والمتواجدون في الشارع الآن فصائل مختلفة ليس لنا عليهم سلطان"، ولن نقبل بالحوار إلا في إطار الشرعية وعودة مرسي ثم الاتفاق على خارطة الطريق". وقال مختار العشري، رئيس اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة، إن سماح قوات الأمن للوفد الخارجي بزيارة الشاطر في الوقت الذي يمنع فيه أفراد عائلته ومحاميه دليل على أن المشكلة سياسية في الأساس وأن القبض عليهم ورقة ضغط من القوى الانقلابية على جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن الشاطر رفض كل العروض، وطالبهم بالتفاوض مع الرئيس الشرعي للبلاد، باعتبار أن ما حدث مؤامرة ضد الرئيس المنتخب بمعاونة قوى خارجية. وتوقع "العشري" أن يلجأ الوفد إلى مقابلة الرئيس مرسي ورئيس مجلس الشورى باعتبارهما الجهتين الشرعيتين الوحيدتين اللتين تمثلان الدولة حاليًّا. وقال محمد حسن، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن استمرار الحشود هو السبيل الوحيد لعودة الشرعية مرة أخرى وهو ما سيعملون على تحقيقه، مشيرًا إلى أن الانقلابيين من خلال الوسطاء بدأوا في تقديم التنازلات شيئًا فشيئًا، وآخر العروض كانت الخروج الآمن لجماعة الإخوان ودمجهم في الحياة السياسية كباقي الفصائل في مقابل فض الاعتصامات، مشيرًا إلى أن القضية ليست في الإخوان أو حتى التحالف الوطنى بل في المطلب الشعبي بعودة الرئيس المنتخب. وأكد أحمد بان، الخبير في شئون الإسلام السياسي، أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين يؤكد أنهم لن يتورعوا في عقد الصفقات التى تحقق لهم أكبر مكاسب ممكنة، مشيرًا إلى أنهم في تلك الفترة سيقعون أمام مشكلة فض الملايين المحتشدة في الشارع، والتي لم تتربّ جميعها على مبدأ السمع والطاعة، فمنهم متعاطفون مع المطالب وبعض العناصر التكفيرية التي لن يستطيعوا السيطرة عليها.