ندد البرلمان الكويتي بقوة الثلاثاء بالهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" وتبنى توصية غير ملزمة تدعو الحكومة إلى الانسحاب من مبادرة السلام العربية التي أطلقت في 2002. وتبنى البرلمان بغالبية 32 صوتا التوصية غير الملزمة التي تطلب الانسحاب من المبادرة التي تنص على سلام شامل مع إسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967 وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس والتوصل الى حل تفاوضي وعادل لمسألة اللاجئين. وجاء التصويت على التوصية خلال جلسة طارئة عقدت لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على سفن "أسطول الحرية" التي كانت تحمل على متنها 18 كويتيا بينهم النائب الإسلامي وليد الطبطبائي. وقال وزير المواصلات والمتحدث باسم الحكومة محمد البصيري في تصريحات صحفية بعد انتهاء الجلسة أن الحكومة "ستتعامل بايجابية مع التوصيات". وتبنى البرلمان أيضا توصيات أخرى تشمل حث الدول العربية والإسلامية على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل والتقدم بدعوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية وتامين سلامة الناشطين الكويتيين الذين كانوا على متن سفن الأسطول. ودعا النواب خلال الجلسة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وأدانوا بشدة "جرائم الحرب" و"الأعمال الإجرامية" الإسرائيلية. وتشهد الكويت منذ أمس الاثنين حالة غضب عارمة ردا على الاعتداء على "أسطول الحرية" والذي على متنه 17 كويتيا بينهم خمس نساء والنائب الإسلامي وليد الطبطبائي الذي وضع النواب صورته على مقعده بالمجلس، وذلك تحية من زملائه لوجوده على متن القافلة، إضافة إلى أكاديميين وممثلي مؤسسات خيرية ومحامين. وكانت الكويت دعت الثلاثاء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى الضغط على إسرائيل من اجل ضمان سلامة مواطنيها على متن سفن "اسطول الحرية". وفي وقت سابق تبنى المجتمع الدولي موقفا موحدا دفع مجلس الأمن الدولي اليوم لإصدار بيان يدعو لإجراء تحقيق محايد في الهجوم الإسرائيلي على قافلة مساعدات في المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة فيما يعكف وزراء الخارجية العرب على دراسة خطة للتحرك في مواجهة إسرائيل على الساحة الدولية. ودان مجلس الأمن الأعمال التي أدت الى مقتل مدنيين أثناء العملية الاسرائيلية ضد قافلة أسطول الحرية التي كانت متجهة الى قطاع غزة ودعا الى اجراء تحقيق محايد. وقال المجلس انه "يشعر بأسف بالغ للخسارة في الأرواح والاصابات الناجمة عن استخدام القوة أثناء العملية العسكرية الاسرائيلية في المياه الدولية ضد القافلة التي كانت تبحر الى غزة". وأضاف في البيان الذي تمت الموافقة عليه بعد أكثر من عشر ساعات من المفاوضات وراء أبواب مغلقة "وفي هذا الاطار يدين المجلس هذه الأعمال التي أسفرت عن فقد أرواح عشرة مدنيين على الأقل وكثير من المصابين". كما دعا إلى إجراء تحقيق "عاجل ومحايد وله مصداقية وشفاف يتفق مع المعايير الدولية".