رفض مجلس الشعب طلب عدد من نواب "الإخوان المسلمين" والمعارضة والمستقلين بانسحاب الحكومة المصرية من مبادرة السلام العربية غرار انسحاب البرلمان والحكومة الكويتية من المبادرة التي تتبناها القمم العربية منذ قمة بيروت 2002، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول "الحرية" المتجه إلى قطاع غزة في الأسبوع الماضي، وقتل تسعة من المتضامنين الأتراك. في الوقت الذي بررت فيه الحكومة على لسان الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية رفض الانسحاب من مبادرة السلام التي تطرح على إسرائيل التطبيع مقابل الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة بأن إعلان الانسحاب منها "معناه إعلان الحرب فهل الفلسطينيون والعرب يريدون ذلك". جاء ذلك في الوقت الذي أجل فيه المجلس مشروع قانون تقدم به النائب الإخواني أحمد أبو بركه و16 نائبا آخر حول معاقبة كل من يرتكب جرائم ضد الإنسانية وانتهاك القيم والأعراض وأن يختص القضاء المصري بمعاقبة هؤلاء المجرمين. ورمت الدكتورة آمال عثمان رئيس اللجنة التشريعية بالكرة في ملعب المستشار ممدوح مرعي وزير العدل، وذلك إلى حين وصول رأيه في التعديلات المطروحة، وقالت إن وزارة العدل طلبت إرجاء الموافقة على المقترحات المقدمة لأنه يتطلب عرضها على مجلس القضاء الأعلى. وأيد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس بشدة التعديلات المقترحة، بعد أن أضافت كل الدول الأوربية هذا الاختصاص إلى قوانينها، مشددًا على أن الموضوع هام ويستحق سرعة النظر فيه من أجل منح القضاء المصري اختصاص النظر في جرائم الحرب والإبادة الجماعية. في الأثناء، رفض سرور طلب حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين" بتخصيص جلسة كاملة يعبر فيها نواب الشعب عن غضبهم واستنكارهم لجريمة إسرائيل تجاه الهجوم الدامي على أسطول "الحرية"، واحتد عليه قائلا: لا تعلمنا الوطنية لقد علمنا شعوب العالم كله، ومجلس الشعب المصري هو أكثر برلمانات العالم تحركًا لإدانة جريمة إسرائيل بمجرد وقوعها. وقال إن البرلمان المصري هو الأكثر تحركًا في مواجهة الجريمة الإسرائيلية البشعة ضد أسطول "الحرية"، وقد سارعت لجان الدفاع والأمن القومي وحقوق الإنسان والشئون العربية والعلاقات الخارجية لعقد اجتماع مشترك برئاسة رئيس المجلس وصدر عن الاجتماع بيان شديد اللهجة أدان واستنكر الجريمة الإسرائيلية. وأشار سرور إلى قيامه باتصالات للاطمئنان على النائبين محمد البلتاجى وحازم فاروق عضوي الكتلة البرلمانية للإخوان اللذين كانا ضمن أعضاء قافلة أسطول "الحرية" التي قتل تسعة من المشاركين فيها من النشطاء الأتراك في الهجوم الإسرائيلي. كان اجتماع مجلس الشعب شهد أمس مواجهة حادة بين الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية من ناحية والنائبين حسين إبراهيم من كتلة "الإخوان المسلمين" ومحمود أباظة من حزب "الوفد". واعترض إبراهيم على رفض السلطات المصرية السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، الذي أمر الرئيس حسني مبارك بفتحه يوم الثلاثاء قبل الماضي ردا على اعتداء إسرائيل على أسطول "الحرية". وصاح قائلا: " قولوا لنا هو معبر رفح مفتوح ولا مش مفتوح وهناك نواب من المجلس (في إشارة إلى القافلة التي ضمت تسعة نواب) راحوا قطاع غزة ومعاهم حديد وأسمنت وشوية مساعدات ومع ذلك لم يسمح لها بالدخول والنواب فقط هم الذين دخلوا"، بعد أن رفضت السلطات المصرية السماح بإدخال شحنات المساعدات المصاحبة لهم، وهي عبارة عن مواد بناء للاستخدام في عملية إعادة الإعمار. وتساءل: لماذا تصر مصر علي احترام اتفاقية المعابر الموقعة في 2005م "اللي هي مش طرف فيها؟"، وتابع قائلا: "إحنا ما يهمناش لا عباس ولا هنية لكن خلونا مع شعب غزة المحاصر كما لا يجب أن نكون مع عصابة دحلان". وأشار إبراهيم إلى قضية قتل الإسرائيليين للأسرى المصريين في حرب 1967، واعتبرها أنها جريمة مثل جريمة قتل الناشطين علي متن قافلة "الحرية"، وأضاف:" حتى الآن لم نسمع عن أي تحقيقات أمام النيابة حول هذه القضية حسبما وعد الوزير مفيد شهاب"، ودعا النائب مجلس الشعب إلى الانسحاب من مبادرة السلام العربية. من جانبه، برر شهاب عدم السماح بإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين بأنها تتعلق بمسألة تنظيمية، وقال: "لا يجب أن يتصور أحد أن فتح المعابر معناه إلغاء أي تنظيم لها وعندما يطلب نائب برلماني المرور من معبر رفح يجب أن يطلب ذلك من الجهات المصرية المسئولة وعندما تكون هناك رغبه لنقل المعونات فلابد من أخبار الجهات المسئولة". واعتبر أن فتح المعبر ليس معناه أيضا أن كل السلع يمكن أن تمر وعلى رأسها الحديد والأسمنت بسبب صعوبة مرورها من المعبر، لكن باقي المعونات التي يمكن أن تمر من المعبر يسمح لها بالعبور، وقال: لا يمكن أن تمر كل المعونات من معبر واحد ومصر تقدم كهرباء بالمجان لقطاع غزة وبما قيمته أكثر من 30 مليون جنية سنويا. واستدرك شهاب قائلا: "لا أتصور بعد هذا أن نسمع من يقول هل معبر رفح مفتوح أم لا؟ وقال: "عندما كان المعبر يفتح لبضعة أيام كانوا يقولون لماذا لا يفتحون المعبر طوال الوقت وعندما تم فتحه طول الوقت قالوا لماذا لا يمر الأسمنت والحديد". وتساءل شهاب: "يعني لو ما مرش الحديد والأسمنت يبقي المعبر مش مفتوح"؟، وعندما صاح نواب الإخوان في وجه الوزير رد عليهم قائلا: "اسمعوا للأخر هو لما يكون منطقك ضعيف تزعق"، وحول ما أثير من ضرورة الانسحاب من مبادرة السلام، قال شهاب: "المبادرة مش التزام والانسحاب منها معناه إعلان الحرب فهل الفلسطينيون والعرب يريدون ذلك".