قلل تقرير إسرائيلي من جدوى استخدام موقع "فيسبوك" من قبل ناشطي المعارضة في مصر في إطار معركة التغيير، رغم إشارته إلى التزايد المستمر في الأعضاء المنضمين لموقع التواصل الاجتماعي، تأييدًا لحملة الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زعيم "الجمعية الوطنية للتغيير" في دعوته لإجراء تعديلات إصلاحات سياسية ودستورية في مصر. وتحت عنوان: "المعارضة المصرية تنوي إزاحة مبارك عبر فيسبوك"، قال موقع "جلبوز" الإخباري الإسرائيلي إن أكثر من 230 ألف مصري انضموا لتأييد الدكتور محمد البرادعي في ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة ضد الرئيس المصري حسني مبارك، إلا أنه وبرغم من تلك الزيادة فإن المعارضة والناشطين السياسيين المتحمسين للتغير يحتاجون إلى تغطية ودعم من الشارع المصري وجماهيره. اعتبر التقرير أن الانضمام السريع للمتصفحين ل "جروبات" دعم البرادعي والتي تأسست بعد عودته إلى مصر في فبراير الماضي تشهد على حالة الإحباط وخيبة الأمل التي يشعر بها الشعب المصري مما يجرى بالحلبة السياسية في القاهرة على هامش الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ورأى أن انجراف الجماهير المصرية وراء رياح التغيير تعد مهمة صعبة جدا، بسبب ضعف أحزاب المعارضة في مصر، واليد القاسية للشرطة هناك، وقمعها لكل مظهر من مظهر الاحتجاج، حتى وإن كان صغيرا ضد النظام الحاكم بمصر. لكنه استبعد أن تشهد مصر سيناريو مشابهًا لما شهدته إيران في الصيف الماضي من احتجاجات عارمة قامت بها المعارضة المحتجة على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، مرجعا ذلك إلى كون المعارضة في مصر تعاني الانقسام ونقص الوحدة واختلاف الآراء الأمر الذي يجعل من الصعب تحقيق أهدافها، والقيام باحتجاجات شعبية مثل التي جرب بطهران. ونظر إلى جماعة "الإخوان المسلمين" التي يحظرها القانون المصري باعتبارها الوحيدة التي تحظى بتأييد كبير في مصر، بما يكفي لإخراج الآلاف منهم للشوارع، لكن قادة الجماعة دائما ما يرون أن خطوة كهذه من شأنها أن تؤدي لرد فعل قاس من قوات الأمن المصرية بشكل يعرض استمرار وقيام الجماعة للخطر. وأشار إلى تحول موقع "فيسبوك" في مصر منذ عام 2008 إلى منصة بواسطتها تمكنت مجموعة مكونة من أكثر من 70 ألف مصري من الاحتجاج ضد رفع أسعار الغذاء، وهي المجموعة التي تأسست على يد حركة "شباب 6 أبريل" الذين نظموا وقفات احتجاجية أدت إلى صدامات مع الشرطة بتاريخ اليوم الذي سميت به الحركة، موضحًا أنه ومنذ حوالي الشهرين وفي الذكرى السنوية لأحداث 6 أبريل خرج مئات الناشطين للشوارع ودعوا لإسقاط حكم النظام المصري. واعتبر أن ما جرى بطهران في الصيف الماضي هو مثال جيد لما يمكن أن يفعله الانترنت وقدرته على تجنيد الجماهير للقيام بمظاهرات ووقفات ومسيرات احتجاجية بمشاركة آلاف الأشخاص فبعد إعلان نتائج الانتخابات استخدم نشطاء المعارضة هناك برنامج "تويتر" الإلكتروني على شبكة الانترنت و"فيسبوك" لدعوة الشعب الإيراني للخروج والاعتراض على نتائج الانتخابات، وما ظهر على أنه تزييف من قبل السلطة الدينية للدفاع عن الائتلاف المحافظ بقيادة أحمدي نجاد. وعلى الرغم من استبعاده تكرار ما حصل في إيران في مصر إلا أن يلحظ أن الحكومة المصرية وعلى العكس من إيران وأي دولة إسلامية أخرى لا يوجد بها رقابة على الانترنت وموقعي "فيسبوك" و"تويتر"، لكن مستخدميه من المدونين والنشطاء السياسيين يتم اعتقالهم بموجب قانون الطوارئ النافذ في مصر منذ ثلاثين عاما والذي تم تمديد مؤخرا لعامي إضافيين، وهو الخطوة التي شككت منظمات حقوقية من نية الحكومة المصرية من وراء هذا التمديد.