سادت حالة من الهدوء في محيط قصر الاتحادية، صباح اليوم، السبت، وذلك بعد انتهاء فعاليات مليونية "لا للإرهاب" التي دعت إليها حملة تمرد والقوى الثورية والسياسية المعارضة استجابة للدعوة التي أطلقها الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى النزول في الميادين لتفويض الجيش في محاربة الإرهاب. احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين فى محيط القصر والشوارع الجانبية، للمشاركة في فعاليات المليونية، وتضامنت الكنائس مع المساجد وقت انطلاق أذان المغرب، حيث دقت أجراس الكنائس في الوقت نفسه إيذانًا بموعد الإفطار للمتظاهرين من المسلمين والمسيحيين بعد قرار الكنائس المصرية تحت شعار "من أجل مصر". وتزايدت أعداد الخيام بمحيط القصر ليصل عددها إلى30 خيمة للمعتصمين الذين أقاموا منصة أمام البوابة الرئيسية لنادي هليوبوليس المطل على البوابة رقم "4" الخاصة بالقصر، ودفعت وزارة الصحة والهلال الأحمر بالعديد من سيارات الإسعاف لنقل المصابين، وسط قيام أصحاب المحلات بوضع عدد من ألواح ألومنيوم وإغلاق جميع أبواب تلك المحلات. وعززت قوات الأمن المركزي من وجودها بمحيط القصر ودفعت ب 3 سيارات جديدة لنقل الجنود ومدرعتين في تقاطع شارع الميرغني مع شارع الخليفة المأمون، وسط استمرار النسور الجوية التابعة للجيش بالتحليق أعلى المتظاهرين لتأمينهم، وقامت أيضًا بالدفع ب 6 دبابات بأول شارع الميرغني بالتقاطع مع شارع صلاح سالم وإغلاق الطريق بالأسلاك الشائكة وعدد من أفرادها، إضافة إلى عدد من المدرعات على جانبي منتصف الميرغني. وتمركز عدد من أفراد الحرس الجمهوري بأول شارع الأهرام بالتقاطع مع شارع إبراهيم اللقاني، وتم الدفع ب10 سيارات لنقل الجنود بجوار مسجد عمرو بن عبد العزيز، المطل على منتصف شارع الميرغني ومدرعتين بشارع الميرغني ومدرعتين بأول شارع الأهرام لمكافحة الشغب. ومن جهة أخرى، شارك الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، المتظاهرين وسط ترحيب واسع منهم، وأكد الببلاوي ل المتظاهرون أن المشهد "مفرح" ويعطي بادرة أمل وتفاؤلًا باقتراب الوصول لنهاية الوضع السيئ التي مرت به مصر. ومن جانب آخر، حلقت إحدى الطائرات العسكرية على مسافة قريبة من المتظاهرين، حيث قامت بإلقاء الأعلام، وأخلت قوات الأمن المتظاهرين الموجودين بشارع إبراهيم اللقاني المجاور للقصر بعد الاشتباه بوجود سيارتين مفخختين، وسط حالة من الذعر والرعب بين المتظاهرين، ما دفع القوات لإجلاء المتظاهرين بمحيط الشارع، والدفع بخبراء مفرقعات لبحث السيارتين وتشكيل كردون أمني من أفراد الجيش والشرطة حول السيارات. وقامت إحدى سيارات الجيش بسحب السيارتين ووضعهما في مكان بعيد عن محيط التظاهر، دفع عدد من أفراد الشرطة التابعين لوزارة الداخلية بعدد من الكلاب البوليسية والتجول بين السيارات للاطمئنان على عدم وجود أي جسم غريب داخل السيارات. كما شارك مدرب نادي الزمالك الحالي، الكابتن حلمي طولان، في مسيرة جاءت من التحرير إلى الاتحادية، تضم العشرات من أهالي مصر الجديدة، وكذلك الفنانان حكيم وإيهاب توفيق اللذين قاما بأداء الأغاني الوطنية. وعلق أهالي مصر الجديدة لافتة كبيرة مكتوب عليها "يجب على الجيش إعدام مرسى وعصابته"، وقد رسم عليها صورة لكل من الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان، وعلى رأسهم الشاطر وبديع والعريان والبلتاجي وحجازي. وخرجت مسيرة من محيط القصر متجهة إلى ميدان التحرير، لاستكمال فعاليات تفويض الجيش، وسط قيام عدد من الطائرات التابعة للقوات الجوية بالجيش، بالتحليق لتأمينها. وتناول المتظاهرون وجبه السحور في محيط القصر، فيما قام عدد من أفراد الشرطة بتوزيع عدد من زجاجات الماء، وأعلام مصر الصغيرة عليهم، ثم أدى المئات منهم صلاة الفجر بمسجد عمر بن عبد العزيز.