فَتَح الجنود التايلانديون النار على المتظاهرين المناوئين للحكومة خلال مواجهات أوقعت 16 قتيلًا و141 جريحًا في وسط بانكوك، حيث تحاول قوى الأمن محاصرة "القمصان الحمر" وقطع الإمدادات عنهم. وخلال أقل من 24 ساعة قالت أجهزة الطوارئ: إن عدد القتلى وصل إلى 16 قتيلًا و141 جريحًا، مما يرفع حصيلة الأزمة منذ منتصف مارس إلى 46 قتيلًا على الأقل وأكثر من ألف جريح. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة إلى إنهاء أعمال العنف في تايلاند، معربًا عن "قلق متزايد إزاء تصاعد التوتر والعنف". كما أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها إزاء اشتداد حدة المواجهات في بانكوك، ودعت "بقوة جميع الأطراف إلى التحلي بالاعتدال وحل خلافاتهم سلميًّا" وأعلنت واشنطن أن السفارة الأمريكية التي أغلقت الجمعة، ستبقى مغلقة حتى نهاية يوم الاثنين. وبدأت المواجهات عندما حاول الجيش التقدم باتجاه شارع رئيسي يسيطر عليه "الحمر" الذين يطالبون بإسقاط الحكومة، وقال المتحدث العسكري الكولونيل سونسرن كايوكومنرد: إن "القمصان الحمر" سعوا "إلى تخويف السلطات باستخدام الأسلحة". واستمرَّ تبادل إطلاق النار الكثيف حتى مساء الجمعة على طول الحدود الجنوبية للحي السياحي والتجاري في بانكوك الذي يحتله المتظاهرون منذ بداية إبريل الماضي. واستخدم الجنود قنابل مسيلة للدموع بينما أحرقت حافلة عسكرية، بحسب ما ذكر صحفي من وكالة فرانس برس. واتهم قادة "القمصان الحمر" الذين أقسموا على إسقاط الحكومة، رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا ببدء "الحرب الأهلية" وطالبوا بانسحاب القوات التايلاندية من ضواحي الحي الذي يسيطرون عليه. وقال ناتاوت سايكوار أحد القادة الثلاثة الكبار للتحرك: "لا أعرف كيف سنصمد هذا المساء إذا لم يوافق أبهيسيت على وقف لإطلاق النار، ونأمل ألا يكون ساعيًا لإشعال حرب". وقال المتحدث باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن: إن العسكريين تعرَّضوا لهجوم أثناء محاولتهم صدّ تدفق "القمصان الحمر" باتجاه مكان تجمعهم، وأكَّد أن "الجنود ما كان بوسعهم إلا أن يدافعوا عن أنفسهم في وجه الهجمات التي يتعرضون لها". وتنفي السلطات أن تكون هذه المواجهات تمهيدًا لعملية طرد المتظاهرين بالقوة، وأكد سونسرن أن "السلطات لن تشن الآن عملية ضد موقع راتشابراسونج لكننا نتوقع أعمال عنف جديدة هذا المساء"، وتابع: "على القمصان الحمر إدراك الوقائع وإنهاء تجمعهم". وقال وزير الدفاع الجنرال براويت وونجسوون: إن العملية "تهدف إلى الضغط على القمصان الحمر ليعودوا إلى طاولة المفاوضات". وصرَّح الجنرال براويت وونجسوون: "علينا مواصلة تعزيز الضغط وإلا فلن نكون قادرين على تطبيق القانون". ويريد الجيش قطع الإمدادات عن القمصان الحمر؛ أملًا في خفض عدد المتظاهرين إلى أقل مستوى ممكن، وقد أصبحوا حاليًا محرومين من الكهرباء ومن إمدادات الماء والغذاء. وفي أقل من 24 ساعة غرقت العاصمة في دوامة عنف بعد عشرة أيام طغت خلالها المفاوضات بين رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا وقادة "الحمر" الذين يطالبون باستقالته. وكانت مواجهات أدت مساء الخميس إلى سقوط قتيل وأحد عشر جريحًا أحدهم ضابط منشقٌّ انضمَّ إلى حركة "القمصان الحمر".