أرفع مسئولة في الاتحاد الأوروبي "كاثرين آشتون" التقت يوم أمس الأول 17/7/2013، مع أركان النظام السياسي الجديد، الذي جاءت به حركة 30 يونيه إلى الحكم. اللقاء تحدث كما هو معلن عن الترتيبات المقررة في المرحلة الانتقالية، ولم يتطرق إلى مناقشة التكييف القانوني لقرار عزل الرئيس السابق، وأن أقصى ما طالبت به "آشتون" هو إطلاق سراحه ومعاملته ك"رئيس سابق". اللقاء وفحواه، يعتبران اعترافًا ضمنيًا وعلنيًا بمرحلة ما بعد مرسي.. وربما يسدل الستار على جدل "الشرعية" الذي شغل صناع الرأي والقرارات السياسية في أوروبا على وجه التحديد، والتي راهن عليها الإخوان في ممارسة ضغوط دولية على الجيش لإعادة د. مرسي إلى السلطة. "آشتون" التقت أيضًا مع عدد من قادة الجماعة، ولم تضف جديدًا، بل ألمحت إليهم أنها اكتفت بالتوصية على معاملة حسنة للرئيس السابق وإطلاق سراحه وحسب.. في إشارة إلى أن الموقف داخل الاتحاد الأوروبي يتجه نحو طي صفحة د.مرسي، والاعتراف بالأمر الواقع.. وأن الاتحاد لن يتجاوز دور "الوسيط" من أجل ضمان معاملة حسنة له ولكبار مساعديه. من الواضح إذن أن الرهان على الغرب، بدأ يتضاءل بمضي الوقت، فيما انحسر موقفه في الجانب الإنساني والحقوقي على النحو الذي يبحث عن مظلة أمان للقادة السياسيين من الإخوان، وخاصة الدائرة القريبة من الرئيس مرسي. الغرب لا يملك حلًا.. والجيش اتخذ قراره وقضى الأمر.. فيما تظل الجماعة عند التمسك بمطلبها الأساسي: عودة الرئيس السابق وعودة مجلس الشورى المنحل والعمل بالدستور المعلق. المسألة التي ينبغي التنبيه عليها هنا، أن القوى الغربية لا يمكن بحال أن تضحي بعلاقاتها مع الجيش مقابل إرضاء "الجماعة".. تحت أي اسم وإن كان تحت لافتة احترام "الخيار الديمقراطي". الغرب يعرف أن قطاعًا من الإسلاميين لا يعترف بالديمقراطية أصلًا، بل ويكفرونها لأنها تجعل "الحاكمية" للشعب وليس لله تعالى.. ما يثير فضول المجتمع الدولي بشأن "صدقية" الهدف من حشود الإسلاميين في "رابعة" وفي "النهضة" وما إذا كانت من أجل "الديمقراطية" أم من أجل الرئيس الذي جعلوه "حصريًا" رئيسًا للإسلاميين وحسب. أضف إلى ذلك أن العواصمالغربية حتى الآن تعتبر التيار الإسلامي "حواضن" لتفريخ "الإرهاب"، وهو الاعتقاد الذي يقلل كثيرًا من مشاعر التعاطف مع أية محنة إنسانية أو أخلاقية أو حقوقية تمر بها أية قوى إسلامية في العالم، حتى لو دُهست بالدبابات في الشوارع. الإسلاميون الآن بدون أي غطاء.. حتى التعاطف "المدني" وهو تعاطف بالغ الأهمية انقطع تمامًا خلال فترة حكم د.مرسي، بسبب سياسات الإقصاء والتهميش التي تعرض لها.. ولم يبق في الشوارع إلا الإسلاميون.. في وضع قد يعتقد البعض أنه الأقوى في تاريخهم كله.. وهو اعتقاد خاطئ.. بل إنهم في أضعف حالاتهم وهم الآن عرضة للتصفية أكثر من أي وقت مضى.. لأن الصورة المعدة والجاهزة لتسويق استباحتهم حال حدوثها أنها مواجهة مع "الإرهابيين" الإسلاميين.. والغرب لا يحتاج إلى من يقنعه بهذه الصورة.. والرأي العام المحلي انتهت عملية تأهيله إعلاميًا للرضا على الاستباحة والفضل يعود أيضًا ل"إعلانات الحرب" التي تصدر كل ليلة من صقور الإخوان من على منصة رابعة العدوية. لم يعد أمام الإسلاميين إلا الاستقواء بالجماعة الوطنية.. والعودة إلى روح المشاركة في صنع المستقبل.. فهو الخيار الوحيد الآن.. من مستقبل مظلم فاتورته السياسية باهظة قد تكلف الإسلاميين مصيرًا كارثيًا لا نتمناه لهم أبدًا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.