بيان عزل د. مرسي، يوم 3/7/2013، استند إلى "المصالحة الوطنية"، غير الأيام التي تلته، تمضي في طريق إهدار هذا السند، حين أطلقت يد عدد من الفضائيات "المدللة" الآن، في استباحة أعراض الإسلاميين، والتحريض عليهم بشكل بالغ يعكس تبلدًا في المشاعر والإحساس بخطورة ما حدث. البعض لا يرى البلد ولا الدولة ولا أمنها القومي ولا سلامها الاجتماعي، لا يرى إلا التشفي في التيار الإسلامي، والثأر منه، والإمعان في إهانته والسخرية منه.. تحت غطاء حقوقي انتهازي، يطالب بغلق القنوات الدينية، والأحزاب الإسلامية. الإخوان خسروا المقعد الرئاسي، وقضى الأمر تقريبًا، فعلام كل هذا "الحقد" و"الغل" والرغبة "الشبقية" في إيذاء جماعة فقدت كل أدواتها، ولم تعد تملك إلا الاعتصام في ميدان رابعة العدوية؟! ليس نبلًا ولا مروءة.. أن تكبل "خصمك" وتكمم فاه، وتقطع لسانه، ثم تعلقه وتوسعه ضربًا وركلًا في الفضائيات.. إنها خسة لا تليق ب"النبلاء" المنتصرين.. بل ربما يكون عارًا يصعب غسله، أمام كل هذا الإصرار على تلك "الذنوب الإعلامية" والتي قد تحمل المقهورين الآن، على "الكفر" بالديمقراطية التي يحلّها الديمقراطيون "المزيفون" لأنفسهم، ويحرمونها على خصومهم الإسلاميين. المجلس العسكري، تعهد بعدم السماح بإهانة التيار الإسلامي، فيما تجري الآن انتهاكات واسعة ومنظمة ضدهم، تحت غطاء ميليشيات الإعلام القادم من رحم نظام الفاشية الأمنية في عهد مبارك. على الأرض، تطلق الوحوش الضارية من البلطجية، على الإسلاميين في الشوارع وفي الميادين وعلى الطرق السريعة وفي الكمائن الأمنية.. بزعم أنهم "مدنيون" معارضون للجماعة.. وبوصفها "خناقة" بين الناس العاديين والإخوان.. وهي من الحيل القديمة والبالية ومن تقاليد أجهزة أمن مبارك المعروفة.. ولا يصدقها إلا البلهاء والأغبياء، وبهاليل السيدة. وفي الليل يطلق عليهم بلطجية في صورة "أفندية" أمام الكاميرات.. لا يتركون قبيحًا إلا وألصقوه بالإخوان والإسلاميين.. مع قرارات "ديمقراطية جدًا" بحرمانهم من أي تغطية إعلامية، وتركهم ل"كلاب السكك" في الطرق والشوارع المظلمة، ليذبحوا في "الظلمة".. بوصفهم "أعداء" وليسوا مواطنين لهم حق الحماية من الدولة التي تبدو وكأنها سعيدة بهذه المذابح الليلة التي يتعرض لها قطاع من الشعب لا يزال يعتقد بأن د.مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد. أتمنى من المجلس العسكري، أن يفي بعهده وأن يوقف هذه المذابح.. فهو ليس معنيًا فقط بحماية المتظاهرين السلميين في الميادين والشوارع.. وإنما أيضًا معني بحمايتهم من هذه الاستباحة غير الأخلاقية التي يتعرضون فيها لكل أنواع التنكيل والتعذيب.. فيما تغلق قنواتهم وتغل قدراتهم عن الرد بالمثل. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.