د.عصام العربان في الحياة اللندنية يوم أمس 23/6/2013، قال إن ملايين الإخوان سينزلون في الأول من يوليو، حال احتشد المصريون بالآلاف يوم 30 يونيه! في الأيام الماضية، لم نسمع عبارات التهديد والوعيد والتكفير والتخوين، إلا من "حلفاء" الجماعة.. فيما ظلت الأخيرة محتفظة ب"هدوئها السياسي".. إلى أن بدأ بعض قياداتها "الشهيرة" إعلاميًا في الظهور، ولتبدو الصورة وكأنها عملية نقل السلاح من كتف "الحلفاء" إلى كتف "الإخوان". في مليونية "رابعة العدوية" يوم الجمعة 21/6/2013، بدت الجماعة وكأنها استلمت مهمة "إيذاء" الجميع.. ورشق نشطاء إخوان، من على منصة المليونية، الأزهر والكنيسة والإعلام والصحافة والجيش والشرطة بكل ما يؤذي المشاعر ويوغر القلوب والصدور ضد الجماعة.. وبعضها تجاوز حدود الأدب، مع شيخ الأزهر ومع البابا تواضروس الثاني.. فيما لا يفهم "الحواة" الذين فشلوا في خطف أعين الناس.. أن الكنيسة هي ثاني أكبر حزب ديني منظم، قد يفوق الإخوان عددًا وعدة وإمكانيات.. وبإمكانها أن تلاعب الإخوان، في مربع "الشارع".. ناهيك عن إهانة الأقباط.. باستخدم لغة تعالٍ "طائفية" تعمدت وضع "البابا" في منزلة "دونية" عن الرئيس مرسي. ويبدو أن الجماعة استشعرت الحرج، خاصة أن مراسلي الفضائيات، والمواقع الإخبارية على الإنترنت، كانت تنقل تفاصيل عملية الرشق المنفلت من على المنصة لحظة وبلحظة.. وبادرت في الإعلان عن عدم مسئوليتها، عن القصف العشوائي الذي لم يترك مؤسسة مهمة في مصر، إلا وأصابها في شرفها الوطني. صحيح أن قيادات جماعات أخرى وطلاب شريعة.. اعتلوا المنصة، وارتكبوا من الكبائر السياسية، ما يستوجب "الاستتابة" أو الإحالة إلى النيابة بتهمة "تخوين" شركاء الوطن والمخالفين لهم سياسيًا.. إلا أن أسماء شهيرة من الجماعة شاركت في هذه الفوضى وخاضت في "عرض" المؤسسات الوطنية، ومنهم من "شتم" الجيش.. ومنهم من "خوّن" شيخ الأزهر.. ومنهم من خاطب البابا بصلف وبغطرسة لا تليق! الجماعة قالت إنها غير مسئولة عما قيل في المليونية.. وهذا جزء من الحقيقة، لأن البعض كما قلت كان من "المتطوعين" أو "المستفيدين" من الحركة.. إلا أنها لم تأمر قياداتها التي تورطت في الإساءة إلى تلك المؤسسات بالاعتذار.. أو على الأقل تقديم تفسير آخر، لما صدر منهم، يبرق رسالة اعتذار ضمنية، إذا كان النزول عند الحق لم يعد فضيلة.. أو يؤلم كبرياءها السياسي! بعض الإسلاميين لم يخف غبطته من "المليونية".. والرئيس مرسي نفسه، أثنى عليها وحياها.. رغم أنه هو الوحيد الذي خرج منها بخسارة كبيرة.. حين ظهر مؤيدوه، في صورة الجماعات المعادية للدولة.. وبدا ظهيره الشعبي والتنظيمي معاديًا للجيش والقضاء والأزهر والكنيسة. هذا التوتر وهذه العصبية التي يبدو عليها الإسلاميون المؤيدون للرئيس، تنذر بعواقب خطيرة.. إذا تركت بدون رادع أو ترشيد.. قبيل 30 يونيه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.