جدد محمود أباظة رئيس حزب "الوفد"، نفيه إبرام صفقات سياسية مع الحزب "الوطني" خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، ردًا على ما أثارته تقارير صحفية تضمنت تفاصيل الصفقة المزعومة، مثلما نفى عقد صفقة مع الدكتور محمد البرادعي زعيم "الجمعية الوطنية للتغيير"، الذي يطرح نفسه كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية القادمة. وقال أباظة في مناظرة تلفزيونية عبر فضائية "المحور" في مواجهة فؤاد بدراوي القطب الوفدي الذي قرر منافسته على رئاسة الحزب، إن الكلام عن عقد صفقة بين "الوفد" والحزب "الوطني" الحاكم "غير صحيح بالمرة"، كما نفى أي صفقات بين الحزب والبرادعي، وتساءل: لماذا الصفقة إذا كان الدكتور البرادعي أعلن من قبل أنه لن يرشح نفسه باسم الأحزاب وأنه لن يتداخل مع الأحزاب. غير أنه لم ينف تأييده لآراء البرادعي في دعوته لإجراء تعديلات على الدستور المصري، والتي رهن إقرارها بترشحه للانتخابات الرئاسية، وأضاف: أنا معه في كل ما قاله بشأن السياسة الخارجية والداخلية وأؤيده بخصوص التعديلات الدستورية، لكن هناك ما لم يقله ننتظر أفعاله لا أقواله. ولم يحسم أباظة موقف حزب "الوفد" من المشاركة في انتخابات الرئاسة القادمة، بعد أن سبق وخاض الحزب أول انتخابات تعددية أجريت في عام 2005، وحل فيها سلفه الدكتور نعمان جمعة ثالثًا، ورمى بالكرة في ملعب الهيئة الوفدية، قائلاً: هذه اختصاصات اللجنة العليا هي التي تقرر قرار خوض الترشح أم لا. من جانب آخر، رفض أباظة انتقادات بدراوي لأسلوب إدارته لشئون الحزب، واتهامه إياه بالمسئولية عن إهدار كرامة "الوفد"، ما جعله يقرر خوض الانتخابات لهذا السبب، وقال: كرامة الوفد لم تهدر في أي وقت من الأوقات وخاصة في فترة رئاستي للحزب، وأشار إلى أن "الوفد" تحت رئاسته يلعب دورًا كبيرًا ولم يغب عن الساحة السياسية، وتقدم باقتراحات تهدف للإصلاح دستوري حقيقي. في المقابل، سخر من النائب الوفدي محمد عبد العليم داود- الذي قرر الحزب تعليق عضويته بكافة تشكيلات الحزب مؤخرًا- ردًا على اتهامه له بتقاضي أموال من الولاياتالمتحدة وأنه "عميل لأمريكا" كما وصفه، واعتبر رئيس الحزب أن كل ما قاله "هلس ولا يؤخذ مأخذ الجد وأنا اعتبره غير مكلف لأنه لو مكلف يحاسب من محكمة الجنايات"، وأشار إلى أن الحصول على أموال "لا يحدث إلا بعد موافقة الجهات الأمنية ويخضع لمراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات، ولن أقول إلا أن داود من أنصار نعمان جمعة وما حدث فيه خروج واضح عن التصرف السوي". من جانبه، رفض فؤاد بدراوي حفيد فؤاد سراج الدين، مؤسس حزب "الوفد" الجديد، اعتبار خوضه الانتخابات على رئاسة الحزب يعد "انتقالاً لعدوى التوريث لحزب الوفد"، وتابع قائلاً: نحن في الحزب بعيدين تمامًا عن فكرة التوريث لأنه لم يصدر لي توصية برئاسة الحزب من فؤاد سراج الدين، والذين يظنون أن هناك هيمنة من أسرة بدراوي وسراج الدين على الوفد مخطئون لأنه لا يوجد تغلغل من الأسرتين داخل الحزب. واعتبر رغبته في الترشح تتماشى مع حقه في خوض الانتخابات كأحد أعضاء حزب "الوفد"، واستدرك: في 2006 حدثت أزمة بين د.نعمان جمعه ومحمود أباظة فتصور البعض أنني أرشح نفسي فأصدرت بيان بعدم خوض الانتخابات، أما الآن فالوضع يختلف فليس هناك صراعات والترشيح طبقاً لنصوص اللائحة. ونفى بدراوي في الوقت ذاته أن يكون "الوفد" يتلقى دعمًا ماليًا من الدولة كسائر أحزاب المعارضة، وقال: الجهاز المركزي يعرف تمامًا أن حزب "الوفد" لا يتلقى دعم من الدولة، وأشار أيضًا إلى أنه لا يتلقى أي دعم من الخارج.