خبير: صمود المتظاهرين فى الميادين سيدفع واشنطن لرفع حمايتها عن حكم الإخوان كثفت جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، تحركاتها فى الداخل والخارج لإنقاذ سفينة الرئيس محمد مرسى، حيث زار وفد برلمانى من الحزب مقر الاتحاد الأوروبى لطمأنة المسئولين الأوربيين على استقرار الأوضاع فى مصر ومطالبين بضرورة دعم حكم الإخوان بوصفه العام الأهم فى الاستقرار فى مصر والمنطقة. ولم تتوقف تحركات الإخوان عند هذا الحد، حيث ترددت أنباء قوية عن اعتزام الدكتور محمد مرسى إصدار عفو عن المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى لمؤسسات المجتمع المدنى فى إطار خطوات استرضاء للجانب الأمريكى لضمان استمرار دعمه لبقاء الرئيس مرسى فى السلطة. وكشقت مصادر، أن سفر وفد إخوانى رفيع بقيادة الدكتور عصام العريان وعصام الحداد للعاصمة البلجيكية بروكسل للالتقاء مع رئيس المفوضية الأوروبية مانويل بورسوا ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاترين اشتون لطمأنة الجانب الأوروبى على مصالحه فى مصر وعلى قدرة النظام للحفاظ على الاستقرار. وأشارت مصادر، مطلعة إلى أن الدكتور عصام حداد مساعد رئيس الجمهورية، أصدر تعليمات لوزير الخارجية محمد كامل عمرو لنقل تعهد من الرئيس مرسى بإصدار عفو عن المتهمين الأمريكيين خلال زيارة كيرى للقاهرة، لاسيما أن هناك مخاوف لدى مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان من إمكانية تغيير واشنطن موقفها من التطورات فى مصر فى حالة استمرا ر التظاهرات وبقاء المعتصمين فى الميادين لمدة ليست بالقصيرة.
يأتى هذا فى الوقت التى أكدت نفس المصادر، أن السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باتروسون طلبت الرئيس مرسى باتخاذ قرارات قوية ترضى المعارضة فى مقدمتها جبهة الإنقاذ باعتبار أن استرضاء البرادعى وصباحى وموسى يفكك كثيرًا من عناصر الأزمة باعتبار أن دعم واشنطن اللا محدود لمرسى قد لا يستمر على طول الخط فى حالة خروج الأمور من تحت السيطرة. من جانبه أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة القاهرة أن موقف واشنطن الداعم للرئيس محمد مرسى قد لا يستمر طويلاً فى حالة مود متظاهرى المعارضة فى الميادين لعدة أيام بشكل يؤجج مخاوف واشنطن من خروج الأوضاع فى مصر عن السيطرة. وأشار فهمى، إلى أن صمود المعارضة فى الميادين وإصرارها على إسقاط مرسى سيدفع واشنطن لتغيير مواقفها الاستراتيجية ودعم الثورة بشكل مبكر وعدم تكرار خطأها إبان اشتعال الثورة على مبارك ورفع الغطاء عن مرسي. ولفت إلى أن واشنطن ستحاول خلال زيارة جون كيرى المرتقبة للمنطقة العمل على إيجاد تسوية للأزمة تمنع انفجار الأوضاع ولكن يبدو أن الوقت قد انتهى لم يتخذ الرئيس مرسى خطوات جادة تنزع فتيل الأزمة أقلها إقالة حكومة هشام قنديل والنائب العام وتفكيك معالم الهيمنة الإخوانية على الساحة السياسية. وأشار فهمى، إلى أن زيارة كيرى للقاهرة وإن كانت مخصصة لبحث تطورات الموقف السورى، غير أن تظاهرات الثلاثين من يونيه ستهمين عليها باعتبار أن استقرار مصر يعد أولوية، حيث سيطالب كيرى مرسى بتبنى لهجة وفاقية والاستجابة لعدد كبير من مطالب المعارضة سعيًا لتفكيك الأزمة.