كشفت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى سيركز خلال زيارته المرتقبة لمصر في مطلع مارس على الخلاف بين قوى المعارضة والرئيس محمد مرسى، فضلاً عن الاستفسار من السلطات المصرية على الأوضاع فى منطقة القناة والعصيان المدنى فى بورسعيد. وبحسب المصادر، فسيطالب كيري الرئيس محمد مرسى بضرورة تقديم تعهدات لقوى المعارضة تضمن إجراء انتخابات حرة وشفافة وتحت إشراف من جانب مؤسسات المجتمع المدنى ورقابة خارجية حتى تقدم مصر تجربة ديمقراطية رائدة فى بلدان الربيع العربي. وسيسعى كيرى لممارسة ضغوط على الرئيس مرسى للقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية تستجيب لمطالب القوى المعارضة وتفتح الباب أمام إمكانية التراجع عن تلويحها بمقاطعة انتخابات مجلس النواب القادمة من جانب، وتخفيف حدة الاحتقان الشعبى الذى شهدته عدد من المحافظات المصرية، وفق المصادر ذاتها. ورجحت المصادر أن يلوح وزير الخارجية الأمريكى خلال لقائه مع المسئولين المصريين بورقة المساعدات لإقناع الجانب المصرى بتبنى إصلاحات جذرية على كل الأصعدة باعتبار أن واشنطن لن تستمر للأبد فى ضخ هذه المساعدات فى حالة تبنى القاهرة سياسات ومواقف تضر بالمصالح الأمريكية فى المنطقة. وسيطالب الجانب الأمريكى كذلك بتكثيف الحضور المصرى فى المسار الفلسطينى الإسرائيلى فى حالة استئناف المفاوضات بين حكومة بنيامين نتنياهو والوطنية الفلسطينية بقيادة أبو مازن لإنجاح هذه المفاوضات وإزالة أى عراقيل أمام محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية فى تمرير أى اتفاق يصل إليه مع الجانب الإسرائيلي. من جانبه، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن كيري سيحاول إزالة التوتر الذى يشوب علاقات البلدين، على خلفية تذمر القاهرة من تدخلات واشنطن فى الشئون الداخلية لمصر على خلفية إعلان السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون عن قيامها بالوساطة بين الرئيس مرسى وقوى المعارضة، وهو ما رفضته مصر باعتبارها تجاوزًا لدورها الدبلوماسى. فضلا عن تحفظ واشنطن على التقارب المصرى الإيرانى عقب قيام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بزيارة للقاهرة هي الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ أكثر من 30 عامًا وتخوف واشنطن من تأثير هذا التقارب على مصالحها فى المنطقة. ولا يستبعد فهمى أن يطرح المسئول الأمريكى على الرئيس مرسى برود العلاقات بين مصر وإسرائيل على المستوى السياسى واقتصارها على الجانب الأمنى فقط، باعتبار أن حالة الجمود الحالية لا تصب فى صالح مساعى واشنطن للتقريب بين البلدين.