لا شك في أن قرار الرئيس مرسي، بقطع علاقات مصر، مع النظام الدموي الطائفي في دمشق، كان قرارًا مهمًا، حتى وإن كان رمزيًا.. وأقول رمزيًا، لأن بشار لا يحكم سوريا فعلاً، وإنما جنرالات آيات الله: إيران وحسن نصر الله. وأيًا ما كانت الأسباب التي حملت الرئيس على اتخاذ مثل هذه الخطوة، فإنها ربما تكون قد جاءت في وقت يحتاج إليه د.مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين إلى غطاء شعبي يعوضهما تآكل شرعيتهما "الأخلاقية"، قبل 30 يونيه الحالي.. بسبب صمتهما على مجازر الأسد لوقت طويل. والحال أن القرار فعلاً ربما يكون أعاد إلى الجماعة، جزءًا من حميميتها الجماهيرية المتآكلة.. ولعل رد فعل المعارضة الغاضب، على قرار مقاطعة بشار، يعكس حجم "الغيظ" الذي يغلي في صدورها، لوعيها بأن القرار، كان إضافة إلى رصيد الرئيس، في وقت كانت المعارضة، تجتهد لإضعافه، تمهيدًا للإجهاز على نظامه كما تقول في الذكرى الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية. المعارضة استسلمت ل"عصبيتها" وكان رد فعلها على قرار الرئيس، اصطفافها، إلى جانب بشار الأسد.. ما عكس الصورة على النحو الذي جعلها "عدوًا" للربيع العربي، و"حليفًا" للتحالف الشيعي الدولي الذي يجتاح المدن والقرى السنية في سوريا مقابل صورة مختلفة لمرسي الذي بدا نصيرًا للشعب السوري وثورته التي أكملت عامها الثاني، وقدمت خلالهما ما يقرب من مائة ألف شهيد. الرئيس مرسي في مؤتمر نصرة سوريا قدم هدية كبيرة للجماعة، وألحق هزيمة سياسية نسبية بالمعارضة، غير أن الأولى لم تستثمر القرار على النحو الذي يعزز من قدرتها على اجتياز يوم 30 يونيه بأقل الخسائر، إذ أفسدت "الهدية" بتعيين 7 محافظين جدد، بعضهم قيادات نشطة في مكتب الإرشاد.. في وقت كانت تحتاج فيه إلى "تلطيف" الأجواء.. وتفكيك نزعات العنف المتنامية ضدها.. وترطيب المشاعر الغاضبة مما يعتقد بأنها تعمل وفق مشروع استيلائي، يستهدف وضع يدها بالكامل على البلاد. لقد فوتت الجماعة على نفسها فرصة الانفتاح على المجتمع مجددًا، وقطع الطرق على سيناريوهات الرعب المتوقعة خلال أقل من أسبوعين.. ورفضت هدية الرئيس.. رغم أن حركة المحافظين ليست ذات أهمية في ظل هذه الظروف القاسية، إلا أنها فسرت بأنها تجريدة إخوانية لقمع المحافظات التي تتمرد على حكمها. المعارضة من جهتها، استفزت الرأي العام، وتحدت مشاعره المتعاطفة، مع الشعب السوري، وجعلت من قرار الرئيس انحيازًا ل"المشروع الأمريكي" في المنطقة.. وشرعت في تبرير مجازره نكاية في الرئيس وجماعته.. فخسرت عشرات النقاط في سباق الوصول إلى هدفها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. في اليوم التالي من خطاب الرئيس ب استاد القاهرة، بدت الجماعة والمعارضة، على هذا النحو من "الفوضى" والارتباك.. واتخاذ القرارات التي أضرت بموقفهما.. ما يجعل مآلات يوم 30 يونيه، عصية على الاستشراف.. وتحديد على وجه القطع أيهما القادر على حسم النتيجة لصالحه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.