لابد وأن شعار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أصبح هذه الأيام "لا تتوتر". وعن ذلك قال ساركوزي مؤخرا للنواب البرلمانيين للمعسكر الحكومي الذين استدعاهم لقصر الرئاسة مؤخرا في باريس إن الوضع الذي تمر به الحكومة يشبه السقوط في حادث تزلج وإن من يتوتر بعد السقوط يمكن أن يلحق بنفسه المزيد من الألم. يعاني ساركوزي حاليا من سقوط مدو سياسيا حيث أظهرت أحدث استطلاعات الرأي بعد أسبوعين من هزيمته الشديدة في الانتخابات المحلية أن شعبيته حققت تدنيا قياسيا غير مسبوق وذلك بعد أن تراجع عن حاجز 30%. واستغل خصوم ساركوزي هذا التدني للهجوم مجددا وبالمزيد من الحماسة على مشروعه الإصلاحي.. ولم تفلح مقابلة ساركوزي للرئيس الأمريكي باراك أوباما في التصدي ولو قليلا لهذا التدني. غير أن لقاء ساركوزي مع نوابه البرلمانيين كان متوترا بعض الشيء خاصة وأن بعض نواب معسكره قاطعوا هذا اللقاء وعبروا بصراحة عن استيائهم من الرئيس. وعادة ما يلجأ رؤساء لتحقيق نجاح على مستوى السياسة الخارجية عندما تتعثر السياسة الداخلية حيث يعزز هؤلاء الرؤساء من ذاتيتهم من خلال لقائهم بنظرائهم، وأحيانا يصل تأثير مثل هذه اللقاءات للوطن. غير أن لقاء ساركوزي مع أوباما كان هذه المرة فشلا ذريعا ولم يحقق الهدف من ورائه وهو حصد بعض الشعبية على مستوى السياسة الخارجية. واقتصر تناول وسائل الإعلام الفرنسية للقاء ساركوزي مع أوباما على مجرد تناول ساركوزي الطعام في الجناح الخاص بالبيت الأبيض.. ولكن ذلك لم يخف حقيقة أن ساركوزي كان ثامن رئيس حكومة أو دولة من دول الاتحاد الأوروبي يحظى بمقابلة أوباما. بل إن صحيفة " لوفيجارو" نفسها المعروفة بقربها من الحكومة الفرنسية سجلت عدم تناول صحيفة واشنطن بوست أو صحيفة نيويورك تايمز لقاء ساركوزي و أوباما بمقال مطول.