فيما بدأت مراسم الحداد حزناً على ضحايا ركاب طائرة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس» التى فقدت فى المحيط الأطلنطى فجر الاثنين الماضى، استبعدت البرازيل أن يكون سبب سقوط الطائرة انفجار أو حريق بخزانات الوقود. وقال وزير الدفاع البرازيلى نيلسون جوبيم فى مؤتمر صحفى أمس الأول إن العثور على بقع زيت على سطح الماء، فى المنطقة التى شوهدت فيها أجزاء مما يفترض أنه حطام الطائرة الفرنسية المفقودة، يثبت أنه لم يقع فيها انفجار أو حريق. ورجح خبراء أن اضطرابا عنيفاً أو انخفاضاً فى الضغط ربما تسببا فى سقوط طائرة ال«إير باص» «إيه 330» أثناء رحلة من ريو دى جانيرو إلى باريس، بينما كان على متنها 228 شخصاً يعتقد أنهم لاقوا حتفهم. ومن ناحية أخرى رصدت طائرة برازيلية المزيد من حطام يعتقد أنه للطائرة الفرنسية، وقال المتحدث باسم القوات الجوية خورخى امارال فى برازيليا إن من بين 10 قطع اكتشفت مؤخراً لحطام الطائرة، قطعة كبيرة يبلغ طولها نحو 7 أمتار، فيما تعهد المسؤولون البرازيليون بالقيام ببحث دقيق إلا أنهم أشاروا إلى أن الظروف غاية فى الصعوبة. وقال مسؤولون بمكتب تحقيقات الحوادث والتحليلات فى فرنسا إن البحث عن السبب فى تحطم طائرة «إير فرانس» سيستغرق وقتاً طويلاً. وقال مدير مكتب التحقيقات بول لويس أرسلانيان: «هذه أسوء كارثة جوية تبتلى بها البلاد، لا يمكن أن نترك أنفسنا للشك، يجب أن نتأكد من كل شىء». وأضاف أرسلانيان أن الحادث، الذى أودى بحياة 228 شخصا من 32 دولة، وقع فى منتصف المحيط الأطلنطى، حيث إن المياه هناك عميقة جداً وقاع البحر وعر بصورة كبيرة، مما يجعل تحديد موقع الطائرة الغارقة أمراً شاقاً. ومن جانبها، قالت فرنسا إنها ستتولى مسؤولية التحقيق فى حادث تحطم الطائرة. وقال بيان لإدارة الطيران المدنى إن الحكومة الفرنسية هى التى ستتولى مهمة التحقيق فى الحادث عبر «مكتب التحقيقات والتحليلات من أجل أمن الطيران المدنى» التابع لها، وبدعم من نظيره البرازيلى «مركز التحقيقات والوقاية من حوادث الطيران». وفى غضون ذلك بدأت مراسم التأبين فى باريس، أمس الأول، فى كاتدرائية نوتردام بحضور الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى وزوجته كارلا برونى ساركوزى، ورئيس الوزراء فرانسوا فيون، كما حضر فريق من مديرى وموظفى شركة إير فرانس الفرنسية، وكذلك بعض أقارب الضحايا وممثلون عن الديانات الإسلامية واليهودية وأديان أخرى. وأعلنت فرنسا والبرازيل الحداد ثلاثة أيام حزناً على ضحايا الطائرة المنكوبة.
