في حكاية الجنود المصريين المخطوفين، لا يقلقني سؤال: من الخاطف؟ بقدر ما يقلقني سؤال: من المخطوف؟ والمخطوف في رأيي ليسوا هم الجنود السبعة؟ بل المخطوف هو أنا وأنت ورئيس مصر ورئيس وزرائها ووزير دفاعها ووزير داخليتها وكل من يحمل شرف لبس البدلة العسكرية على اختلاف تخصصاتهم وأفرعهم.. المخطوف هو مصر كلها، من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها والمخطوف هو قلب كل أم من أمهات هؤلاء الجنود وقلب كل أب لهم وقلب كل زوجة وكل أخت وكل قريبة وقلبي وقلبك وقلب كل مصري أصيل يحب "خير أجناد أهل الأرض" كما وصفهم رسولنا الأكرم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. قال زميل المهنة " المحموق" على طول، والذي يلعن الرئيس مرسي لعنًا كبيرًا على "الفاضي والمليان"، "وشرشح" كعادته: هؤلاء خونة، هؤلاء متواطئون، دا مرسي فيه ويخطيه وهو وجماعته ووووووووو.. وعلا صوته بالسباب الفاحش والصراخ البذيء في حالة من الهستيرية السياسية.. سألته: في رأيك ماذا ينبغي على الرئيس فعله الآن بعد أن أعلن أنه لا تفاوض مع الخاطفين؟ قال: يطلق على الخاطفين "الكيماوي"- يعني الأسلحة الكيماوية- حتى يخرجوا كالصراصير من جحورهم وتنتهي المشكلة! ربّت على كتفه وسألته: وإذا ضربهم بالكيماوي، وماتوا كلهم، هل سيفرق الكيماوي بين الخاطف والمخطوف، يعني السبعة الذين نريد إنقاذهم سوف نبيدهم معهم وربما قبلهم؟ نظر إلي شذر مذر، وهو "يبربر" مكررًا نغمة اللعن والشتم، ولم يحر عن سؤالي جوابًا.. في نظري أن حكاية خطف الجنود هدفها إحراج الرئيس وعمل فجوة بينه وبين وزير الدفاع، بالضبط كما حدث في حادث رفح الذي كانت نتيجته إقالة طنطاوي، وهي السياسة الاستفزازية لإغضاب الرئيس على السيسي ثم تكون "الخية" لإقالته مثلًا، وبهذا يحقق من خطط ودبر لحكاية الخطف؛ لإيجاد شرخ كبير بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية، الآن وهذا ما يريده من لا يريد الخير لمصر ولا لجنود مصر ولا لشعب مصر.. وربي يحميك يا مصر من أبنائك قبل أعدائك، فأعداؤك أنت كفيلة بهم، أما أبناؤك العاقون فهم مكمن الخطر، فاللهم اهدهم أو هدهم. ************************************* ◄◄كبسولة جرثومية: ◄الرئيس اليمني: بؤر جرثومية تستهدف المؤسسة العسكرية = الظاهر أن الجراثيم ليست في جيشك وحدك بل في الجيش المصري والجيش السوري والجيش العراقي وكل جيوش "بلاد العرب أوطاني"؟ ◄◄كبسولة حب ◄" الحب لا يأتي عبر الشاشة" =عنوان مقال للكاتب السعودي فايز الشهري يرصد رسالة أب رقيقة لابنته المراهقة عن الحب عبر الإنترنت وقد نمقها وخاطب فيها على لسان الأب ابنته المراهقة ومدى تخوفها أن يلمس أحد "جوالها" وقد أبدع فيها لأنه لمس مشاعر وهواجس المراهقة في رسالة تقطر حبًا وعطفًا وحنانًا وعلاجًا لمشكلة من هي في مثلها. ◄◄آخر كبسولة: ◄لماذا الآن-خطف الجنود المصريين ثم تصوريهم بهذه الصورة المهينة ؟ = سؤال طرحه صديقي العزيز الدكتور هشام الكردي ورأيته بعد أن فرغت من كتابة المقال ومن المناسب أن أسجله لكم هنا مادام الحديث عن الخاطف والمخطوف.. والرجل يقول: فتش عن المستفيد .. ثم سرد هذه النقاط: -تأديبًا لوزير الدفاع الذي أعلن من أسبوع فقط أنه لن ينقلب على الشرعية. - إظهار الجيش المصري بصورة الجيش الضعيف الذي لا يستطيع حماية جنوده، وذلك ردًا على المناورات المصرية وتدريبات الحرب الأخيرة التي حضرها السيسي. - ترسيخ صورة ضياع هيبة الدولة في نفوس الناس. - إذا استسلم لطلبات الخاطفين ضاعت هيبته وهيبة الدولة والمؤسسة العسكرية. - وإن قام بحملة عسكرية لتحريرهم, فقائمة الاتهامات جاهزة وعلى رأسها الرئيس قاتل شعبه!! - ثم إن الرئيس مضطر لأخذ موافقة إسرائيل قبل أي تحرك عسكري في سيناء, وذلك طبقًا لمعاهدة كامب ديفيد, وفي هذا كسر لغروره من وجهة النظر الإسرائيلية. دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.