يعتبر مشروع تنمية إقليم قناة السويس هو أحد المشروعات المحورية التي أثارت الرأي العام بعد الثورة، خاصة بعد أن تقدمت أكثر من جهة بمشروع قومي لتطوير قناة السويس إلا أن النظام الحاكم بقيادة جماعة الإخوان المسلمين تجاهلت جميع هذه المشاريع كعادتها وأقرت بمشروع واحد فقط، وهو المقدم من حزب الحرية والعدالة تحت زعم أنه الأفضل وأنه يوفر للدولة أكثر من مائة مليار دولار رغم أن الخبراء أكدوا أن دخل المشروع لن يتعدي 10 مليارات جنيه، وأنه يكبد الدولة أكثر من 400 مليار دولار، وأن فرصة العمل الواحدة تكلفنا أكثر من مليون جنيه تقريبًا. "المصريون" تفتح ملف تطوير قناة السويس مع الخبراء والمتخصصين بدأت تفاصيل مشروع إقليم محور قناة السويس تظهر للنور بعد المؤتمر الذي عقده الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، بقاعة المؤتمرات لإعلان انطلاق المشروع على أرض الواقع، وقد أكد قنديل أن محور قناة السويس هو محور حياه ونمو بالنسبة لمصر، وأنه يجب عند الإقدام على إنشاء مشروعات قومية أن تكون هناك دراسة وخطط شاملة حتى لا نكرر أخطاء النظام السابق، ويجب أن تكون هناك من التشريعات والقوانين ما يكفل ضمان لهذا المشروع حتى نستطيع إنجاز شيء كبير على الأرض حتى يتم الاستفادة منه. وأوضح قنديل أن قانون محور قناة السويس يعمل على منح التراخيص وتسهيل العمل في المحور حتى يحقق الهدف المرجو منه وأن هناك بعض المشروعات التي تحتاج العمل بها فورًا، حتى نستطيع أن نقطف الثمار وذلك بالتوازي، مؤكدًا أنه لا يختلف اثنان أننا في حاجة لإنشاء أنفاق على قناة السويس وليس حاجة لانتظار تشريعات لإنشاء هذه الأنفاق. وشدد قنديل أنه تم توقيع عدد من المشروعات في هذا الإقليم من أجل البدء بالتوازي مع المشروع الأساسي، مشيرًا إلى أنه تم طرح بعض الأراضي للمطورين العقاريين في محافظة السويس، ولكن تم سحب هذه الأراضي بعد إثبات عدم جديتهم وتم الاتفاق على آلية جديدة بما يحفظ حق الدولة، ويشجع على الاستثمار وأن القانون الجديد هو تنظيم وتنسيق العمل بين المناطق الثلاث وتسهيل الإجراءات في إطار القوانين القائمة، وليس سن قوانين جديدة، مشيرًا إلى أن نسعى لتحرك هذا المشروع للأمام. الرؤية المستقبلية لمشروع إقليم قناة السويس وتعتمد الرؤية المستقبلية لإقليم قناة السويس على خمس ركائز أساسية وهي: التجارة العالمية والنقل بحيث يكون محور قناة السويس مركزًا لوجيستيًا عالميًا عبر استخدام الإمكانيات الطبيعية لإنتاج الطاقة النظيفة بالإقليم، والتنمية البشرية وتمثل الثروة البشرية الركيزة والدعامة الأساسية ومفتاح تنمية إقليم قناة السويس والسياحة العالمية، حيث هناك منتج سياحي متميز وفريد بالإقليم، والمجمعات الصناعية بحيث يتم إنشاء مجموعة من الصناعات المتكاملة في بيئة مثالية. وللأهمية الاستيراتيجة للمشروع ولدعم البيئة الاستثمارية لبناء مصر في المرحلة القادمة تكلف جميع الجهات المختصة في الدولة بالعمل على تحويل هذه المنطقة إلى مركز عالمي متميز في تقديم كافة الخدمات اللوجستية والصناعية بهدف إنشاء منطقة تجارية إقليمية تربط مصر بجميع دول العالم, مما يعيد مصر إلى سابق عهدها الريادي كمركز عالمي للنقل الملاحي. خطة التطوير تشمل ثلاث محافظات هى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وتشمل الخطة الخاصة بالتطوير ثلاث محافظات هي الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، وهي محافظات لديها إمكانيات جذب في المجالات والأنشطة الأكثر نموًا في العالم، وهي النقل واللوجستيات، والطاقة، والسياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أنها تعد أحد عوامل الجذب الاقتصادي حاليًا. ولتحقيق التكامل في الإقليم، فإن الخطة تتضمن إنشاء مناطق ظهير زراعي خلف مناطق التنمية الثلاث مما يسمح باستيعاب ثلاثة ملايين نسمة كسكان دائمين، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين آخرين كإقامة مؤقتة يعمل أصحابها في الشركات الصناعية التي ستقام في المنطقة. وسوف تبدأ خطة التطوير بمنطقة الإسماعيلية وتضم ثلاثة مشروعات، خاصة بتنمية الإسماعيلية وضاحية الأمل غرب القناة مع وادي التكنولوجيا والإسماعيليةالجديدة إلى جانب إنشاء نفق جديد أسفل القناة يضم منطقة لوجستية وصناعية ومراكز خدمية وإدارية. تقدم عددًا من الأنشطة السياحية والترفيهية، بحيث يعتبر مشروع وداي التكنولوجيا من أهم ركائز التنمية الرئيسية لمركز القنطرة شرق ومحافظة الإسماعيلية، حيث سيعمل هذا المشروع على جذب أعداد من الفائض السكاني. ويأتي بعد ذلك مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد، ويشمل المرحلة الأولى من المشروع تشييد رصيف بطول 1200م وعرض 500 م ويحتوى على أعمال التكريك للممرات الملاحية وحاجز الأمواج، إلى جانب إنشاء حائط الرصيف بطول 1200م. ويشمل أعمالًا خاصة بالمرافق والبنية الأساسية الخاصة بتوصيل الكهرباء بطاقة 8 ميجاوات، وتوصيل المياه، وتوصيل التليفونات وذلك إلى جانب تشييد طريق شرياني، وتوصيل خطوط السكة الحديد لهذه المنطقة لتسيير حركة النقل. كما ستقدم شركة قناة السويس لتداول الحاويات خدمات خاصة بتشغيل المحطة وتوريد الأوناش الجسرية ومعدات التداول لتوفير الأساسيات الخاصة بهذه المجال علاوة على الاهتمام بتكنولوجيا الحديثة الخاصة بخطة تطوير تداول الحاويات معتمدة على نظم المعلومات والتشغيل الحديثة. إنشاء منطقة صناعية بالسويس والعين السخنة ويختتم مشروع محور قناة السويس بمشروع المنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس والعين السخنة والذي يتمثل في العمل على التركيز على الأنشطة الصناعية ذات الوزن النسبي المرتفع المقترح وتوطنها بمنطقة شمال غرب خليج السويس وتشمل تلك الأنشطة نوعين: الأول: هو الأنشطة الصناعية الفرعية والذي يضم مشاريع مصانع معدات وآلات صيد وبناء سفن صغيرة ولنشات، وآلات ومعدات وهياكل ومستلزمات إنتاج سيارات وجرارات، وأجهزة كهربائية معمرة وآلات صناعية. والنوع الثاني: يضم مشروعات بناء مصانع خاصة بصناعة الأسمدة ومستلزماتها وألياف سجاد وغزل ونسيج ومشتقات بترولية ووقود طائرات وسفن ومركبات وإطارات ومركبات ومواد لاصقة. بالإضافة إلى مصانع سيراميك وأدوات صحية وتقطيع وصقل وتجهيز رخام وأسمنت وتجهيز ومعالجة وفصل خامات تعدينية وخزف وصيني وزجاج وبللور وحوائط سابقة التجهيز، بجانب مصانع منتجات الحديد والصلب والألومنيوم وخلايا شمسية ومستلزمات إنتاج الأجهزة الإلكترونية. ويضاف إلى هذه الإنشاءات تشييد عدد من المشروعات التي تم الاتفاق عليها بصورة مبدئية، لتنمية محور قناة السويس، حتى عام 2027، في القطاعات المختلفة والمتمثلة في قطاع الزراعة واستصلاح الأراضي والاستزراع السمكي حيث توجد مشروعات لاستصلاح 77 ألف فدان شرق قناة السويس. كما تشمل المشروعات استكمال استصلاح واستزراع الأراضي بالمناطق "السلام غرب والسلام شرق وغرب السويس وشرق البحيرات وشرق السويس وترعة بورسعيد فضلًا عن التوسعات الجديدة بالسلام شرق امتداد الشباب غرب السويس، بالإضافة إلى الاستزراع السمكي للمنتجات عالية القيمة بمحافظتي السويس وبورسعيد. وإلى جانب ذلك أيضًا فهناك عدة مشروعات خاصة بتصنيع وتعبئة وتغليف الأسماك في القنطرة شرق وشرق بورسعيد، بالإضافة إلى إنشاء مركز صناعة وصيانة السفن والحاويات في بورسعيد وشمال غرب خليج السويس وتشييد منطقة صناعية كبرى في شرق التفريعة. ولم يغفل المشروع تناول المشروعات الخاصة بقطاع الخدمات، حيث يقام مشروعان أولهما إنشاء جامعة تكنولوجية بمنطقة القناة في وادي التكنولوجيا بالإسماعيلية، والثاني إنشاء مدينة علمية بالتعاون مع جامعات دولية ومدنية طبية بمدينة شرق بورسعيد. إلى جانب إنشاء محطتي كهرباء تعملان بالطاقة الشمسية والدورة المركبة بواسطة التوربينين الغازية والبخارية في شمال غرب خليج السويس، بالإضافة إلى إقامة مشروع محطة كهرباء تعمل بطاقة الرياح بمنطقة شمال غرب خليج السويس وإقامة محطة توليد كهرباء بقدرة 50 ميجاوات بالطاقة الجيوحرارية "حرارة باطن الأرض" على خليج السويس.