الشاطر والكتاتنى وحسين ودراج وطوسون وصالح يقومون بمهمات التشريع والتنفيذ فى آن واحد تسيطر 6 شخصيات تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين على مقدرات الأمور داخل الجماعة وحزب الحرية والعدالة، بل تجاوز الأمر إلى سيطرتهم على الكثير من تقاليد الأمور في مصر، حيث بلغ الحال إلى تنصيب الواحد منهم أكثر من منصب في مختلف القطاعات، وساعدهم مكتب الإرشاد في فرض سيطرتهم. يتصدر القائمة خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد، والمسئول عن ملف التمويل، ورئيس لجنة إعداد المتحدثين التي انتقت ثلاثي المتحدثين الإعلاميين، ومرشح الجماعة الأول في كل المناصب الرسمية التي سعت إليها، حيث تم ترشيحه قبل ذلك لشغل منصب رئيس الوزراء بديلاً عن كمال الجنزوري، كما تم ترشيحه لرئاسة الجمهورية كأول مرشح تقدمه الجماعة. ويعتبر الشاطر بطل تهميش عبد المنعم أبو الفتوح داخل الجماعة رغم عضويته بمكتب الإرشاد قبل استقالته، حين شن الشاطر هجومًا حادًا على أبو الفتوح وأنصاره حين هم أبو الفتوح بالسؤال عن تمويل الجماعة ومصادرها، مما دفع بالشاطر إلى اعتماد منشور في المكاتب الإدارية بأن يمنع منعًا باتًا استضافة أبو الفتوح في أي شعبة للجماعة. كذلك نجح الشاطر في نسج خيوطه العنكبوتية حول مرسي، فهو من أحاطه برجاله الكثر الذين يتهافتون على مصادقته، فهنا متحدث باسمه، وهنا مدير مكتبه، ومساعد مدير مكتبه، وهناك طاقم مستشارين يفكرون له أو بالأحرى يفكرون بديلاً عنه، ويتخذون له قراراته بعد الرجوع لإمامهم الشاطر، وهناك طاقم استشاري أيضًا منتظر أمام بوابة القصر الخلفية في الجانب الغربي أو بالأحرى في "دكة" احتياطي الرئاسة، ينتظرون تصعيد من رضي عنه الشاطر أو طرد هؤلاء المنبوذين الذين غضب عليهم. ويأتي ضمن "المرضي عنهم" محمد طوسون مسئول ملف المحامين بالجماعة، وأمين عام نقابة المحامين، ورئيس لجنة الشئون التشريعية والدستورية بمجلس الشورى، فهذا صاحب حظوة كبيرة لذا حصل على ثلاث مهمات في وقت واحد. ويعتبر صبحي صالح وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشورى، الذي صال وجال في وسائل الإعلام المختلفة حتى نهره الشاطر في مكتب الإرشاد وذكره بأنه من عينه في لجنة التعديلات الدستورية، وقام محذرًا شباب الجماعة في معسكرهم الأول بعد الثورة بالمدينة التعليمية. ثم يأتي الدكتور محمد سعد الكتاتني الذي بدأ أول مشواره السياسي حين ترشح عضوًا بالبرلمان عام 2005 ليتفاجأ به الشعب المصري ويتفاجأ الإخوان باختياره رئيسًا للكتلة البرلمانية للإخوان، ويشتد ذهول الجميع حين يتم اختياره عضوًا بمكتب الإرشاد وهو لم يكن يومًا من الأيام عضوًا بمجلس الشورى العام للجماعة. وأثار صعود الكتاتني المفاجئ الكثير من علامات الاستفهام حول علاقته بالجماعة، كما أنه لمع نجمه بالإرشاد ونال رضا الجميع ليكون المتحدث الأول باسم الجماعة، من بعدها أختير الكتاتني أمينًا عامًا لحزب الحرية والعدالة، ثم عضوًا بالبرلمان ثم رئيسًا لمجلس الشعب ثم رئيسًا للحزب. ثم يأتي عمرو دراج ذات الشبه الكبير بالكتاتني في صعوده غير المتوقع داخل الجماعة، وهو ما أرجعه البعض لالتزام دراج بتعليمات الجماعة وقائدها الأول خيرت الشاطر، حيث ظهر دراج كأمين لحزب الحرية والعدالة بالجيزة، فعلى الرغم من امتلاء الجيزة بقيادات تاريخية ومعاصرة وكفاءات كبيرة من الإخوان كان على رأسها حلمي الجزار إلا أنه تم التغاضي عنهم جميعًا لصالح دراج، وبعدها رشحوه في الانتخابات البرلمانية في دائرة إمبابة أمام عمرو الشوبكي حيث مني بخسارة فادحة، لأن أحدًا لا يعرفه. وكافأه الحزب على تلك الخسارة بأن جعله عضوًا بالمكتب التنفيذي، ثم لم يلبس الأمر طويلاً حتى اختاره لأهم المناصب وأخطرها في الحزب وهو منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية. ومن بعدها تردد دراج على قصر الرئاسة حتى قيل أنه مستشار سري من ضمن المستشارين السريين لمرسي الذين وضعهم الشاطر في الباب الغربي للقصر، إلى أن تم اختياره وزيرًا للتخطيط وهو المتخصص في كيمياء التربة. أيضًا يأتي "حسين إبراهيم" لينضم لتلك القائمة ذات الكيان العنكبوتي، فهو أحد القيادات السكندرية الثقال والصديق الصدوق لأسامة نصر الدين، عضو مكتب الإرشاد المطاح به بعد أن اتهمه الإرشاد في قضية فساد مالي "شبيهة بقضية خالد علم الدين"، ولكنه تبرأ من صديقه الذي خلفه قبل ذلك في رئاسته المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية. وأُختير إبراهيم، أمينًا للحزب في الإسكندرية مع تأسيس الحزب وعضوًا بالهيئة العليا، ومن بعدها تم انتخابه بالإجماع أمينًا عامًا للحزب، بدأت مناصبه في الجماعة بالعمل في قسم العمال ثم تدرج إلى أن ترشح في البرلمان دورات 1995، 2000، 2005، 2010، 2012 إلى أن أُختير رئيسًَا للكتلة البرلمانية للحزب، وفي ذات الوقت هو عضوًا بمجلس الشورى العام.