الأناضول: من الفوز بعضوية مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان المصري) للفوز برئاسة أول برلمان منتخب بعد الثورة مرورا بالفوز برئاسة الجمعية التأسيسية الأولى وأخيرا رئاسة حزب الحرية والعدالة، سجل محمد سعد الكتاتني رقما قياسيا في حيازة مناصب سياسية وتنفيذية رفيعة في مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. الكتاتني برز فجأة بعد فوزه بمقعد دائرته في محافظة المنيا (بصعيد مصر) في برلمان عام 2005؛ ليصبح بعدها زعيما للكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين في هذه الدورة البرلمانية، وهي الكتلة التي كان يطلق عليها "مجموعة ال 88"، نسبة لعدد أعضائها.
ولم يكن الكتاتني قبل ذلك التاريخ معروفا حتى لأفراد الجماعة خارج محافظته، وتشير بطاقة الأحوال الشخصية للكتاتني إلى أنه من مواليد عام 1952 بمحافظة سوهاج (بصعيد مصر)، وهو أستاذ النبات بكلية العلوم بجامعة إلمنيا، كما أنه حاصل على ليسانس الدراسات الإسلامية من كلية الآداب بالجامعة ذاتها.
وشغل مناصب علمية ونقابية مختلفة قبل بروزه كقيادي بجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث التحق بالجماعة عام 1981 وانتخب مسئولا لمكتبها الإداري بمحافظة إلمنيا، قبل فوزه بمقعد البرلمان ليتم تصعيده بعدها لعضوية مكتب الإرشاد عام 2008. وخلال فترة عضويته بمكتب الإرشاد، تم اختيار الكتاتني متحدث إعلامي للجماعة مع عصام العريان ومحمد مرسي أعضاء مكتب الإرشاد في حينها.
وبخلاف الكثيرين من قيادات الجماعة، لم يعتقل الكتاتني سوى مرة واحدة يوم 27 يناير/ كانون الثاني 2011 قبل يوم واحد من أحداث "جمعة الغضب" أثنا الثورة المصرية برفقة محمد مرسي رئيس الجمهورية حاليا وعصام العريان منافسه الخاسر في الانتخابات على رئاسة الحزب، وأعضاء آخرين من مكتب الإرشاد وقيادات الإخوان بلغ عددهم 34 قياديا على خلفية أحداث الثورة.
واستمر الكتاتني في عضوية مكتب الإرشاد حتى تم اختياره من قبل مجلس شورى الجماعة ليكون وكيلا لمؤسسي حزبها "الحرية والعدالة"، ثم أمينا للحزب بعد تدشينه عام 2011.
وداخل جماعة الإخوان، يحسب البعض الكتاتني ضمن رموز الجناح التنظيمي بالجماعة وما يعرف ب"الصقور" فيها، إلا أنه رفض ذلك التصنيف في أحد لقاءاته التلفزيونية. وبرر اعتبار البعض له محسوبا على الجناح التنظيمي لانشغاله بما أسماه "العمل على بناء الفرد وهيكلة التنظيم"؛ وهو ما تطلب منه العزوف عن الظهور في وسائل الإعلام، والاحتكاك بالقوى السياسية الأخرى، في الوقت الذي كانت أدوار قيادات إخوانية أخرى تنطلب منهم ذلك الاحتكاك والظهور.
وخلال الدورة البرلمانية 2005 - 2010، مثل الكتاتني البرلمان المصري في مؤتمر اتحاد البرلمان الدولي الذي عُقد بنيروبي عام 2006، وفي مؤتمر برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي الاتحاد البرلماني العربي، كما تم اختياره عضواً في المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، وعضو مؤسس للمنظمة العربية لبرلمانيين عرب ضد الفساد، وعضو في منظمة العفو الدولية.
ترأس الكتاتني أول برلمان لمصر بعد الثورة الذي استمر قرابة خمسة أشهر ليتم حله بعدها بحكم المحكمة الدستورية العليا، وهو البرلمان ذاته الذي انتخب الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الأولى والثانية.
ورغم تصريحات لقيادات مختلفة من حزب الحرية والعدالة باعتزام الحزب ترشيح الكتاتني مرة أخرى لرئاسة البرلمان القادم، إلا أنه صرح خلال المؤتمر العام للحزب وقبل إعلان النتيجة بأن رئاسة الحزب أهم من رئاسة البرلمان وأنه إذا خير بين رئاسة الحزب ورئاسة البرلمان سيختار رئاسة الحزب. مواد متعلقة: 1. «الكتاتني» يشكر «العريان» وأعضاء المؤتمر العام 2. هتافات ضد الكتاتني بميدان «التحرير» 3. الكتاتني.. «21 شهراً» من السجل القياسي في حيازة المناصب