بعد قيام ثورة خمسة وعشرين يناير وتفاعل ملايين المصريين معها لأسقاط النظام وتضحية الشعب المصرى بمئات الشهداء وملايين المصابين حتى تنحى الرئيس السابق ولا أقول سقوط النظام فلازال كثير من رجالات النظام السابق فى جسد الدولة . بدأ تكوين عشرات الأحزاب الجديدة أضافة الى الأحزاب القديمة التى كانت قبل الثورة وأصبح الشعب يرى ويعرف فى الفضائيات أن هذه أحزاب أسلامية وتلك ليبرالية وأخرى يسارية وأصبحت هذه الأحزاب تتصارع وتتقاتل على هوية وحكم الدولة .بالنسبة للهوية فالأحزاب االليبرالية تريد أن تكون هوية مصر ليبرالية والأحزاب اليسارية تريدها يسارية والأحزاب الأسلامية تريدها أسلامية ولا يقبل كثير من الأحزاب أن عند الأختلاف يكون الحكم للشعب أى الحكم للأغلبية أى الديموقراطية التى يتشدق بها الجميع ولا يقبلونها عندما لا تأتى بهم . كما تتصارع الأحزاب على الوصول الى حكم الدولة والسيطرة على سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية .ولقد مر أكثرمن عامان على الثورة أزدادت فيهم معاناة الشعب أكثر من معاناتهم قبل الثورة فلقد أصبح الشعب يعانى أكثر من الفقر والغلاء والبطالة وكذلك أزدياد أعداد من يفقدون وظائفهم لينضموا الى ملايين العاطلين بينما الأحزاب لا ترى ألا طموحاتها وأهدافها الحزبية دون النظر الى ملايين المصريين من ضحايا الحرب المشتعلة بينهم . هؤلاء المصريين الذين يشاهدون الحرب المشتعلة بين الأحزاب فى الفضائيات وفى الشوارع شبه يوميا عن طريق المظاهرات والمليونيات التى تعقد أكثر من الوضع الأقتصادى والأمنى لمصر مما يزيد من معاناة ملايين المصريين الذين عانوا من النظام السابق ومن أفقاره لهم والذين أشتدت معاناتهم خلال هذان العامان بعد الثورة .ولم ترى هذه الأحزاب التى تتصارع أنها تدوس بصراعاتها على طموحات وأحلام ملايين المصريين الذين لا يهتمون بالأحزاب ولا بمن يصل الى الحكم بقدر أهتمامهم بمن يضيف اليهم جديدا ويغير شىء من واقعهم المؤلم . فطموحات الشعب تختلف عن طموحات الأحزاب . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]