كتب : المنشاوي الورداني المتعبون في الأرض والذين أسرفوا على أنفسهم من عناء الحياة يجب أن يذهبوا هذه الأيام إلى دمياط ورأس البر .. يجب أن يذهبوا في رحلة خلوية يتخففون فيها من الضغوط و أمراض الحياة المعاصرة ، فدمياط حاليا تشهد حضارة لا مثيل لها .. إذ بنقاء نهر النيل وعودته إلى صباه من جديد حتى يلتقي مع البحر المتوسط آية باهرة لأولي الألباب.. ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ) .. إذ تنتهي رحلة النهر العظيم من هضبة البحيرات حتى اللسان في رحلة طولها 6825 من الكيلو مترات . النيل في دمياط كان شيخا عجوزا جريحا مثقلا بهموم المصريين و أوزارهم من العشوائيات والتعديات والقمامة ، ولكن فجأة وبعد جهد دؤوب وهندسة خلاقة عاد النيل إلى صباه .. والمدينة تحكي حاليا صورة للطبيعة الأولى مع لمسات الحضارة الأوروبية الحديثة مع توليفة من حكايات تاريخ مدينة دمياط في شوارع نظيفة جدا ..قيل إن عليها ديدبان يصر على نظافتها يوميا انطلاقا من مبدأ إنساني اكتشفه من جديد مهندس يتبوأ عرش دمياط يدعى الدكتور محمد فتحي البرادعي وهو (جودة الحياة ) ..حتى إنه استطاع بهندسته الفريدة ومعه فريق من المخلصين نقل الكوبري المعدني على النيل كالباخرة يشق عباب المياه بدون أية خسائر ليصبح معرضا ومركزا للمؤتمرات وسط النيل .. تلك الفكرة التي عجزت عنها أجهزة القاهرة كلها في كوبري إمبابة الذي ترك كخيال المآته على شاطئ الكورنيش . اذهبوا إلى دمياط ورأس البر ..فهناك حياة جديدة من نوع خاص . فالدمايطة يصنعون حضارة وليسوا بخلاء كما يدعي القابعون على المقاهي والعابثون في بر مصر . المنشاوي الورداني [email protected]