من حق أي فصيل سياسي أن يتظاهر سلميًا في أي وقت وحين, المهم ألا يعتدى على حقوق وممتلكات غيره لكن بعض القوى السياسية للأسف الشديد تسير المظاهرات تكون بدايتها سلمية ونهايتها للأسف كارثية دموية غير مهتمين بأمن والاستقرار البلاد حتى أضحت تلك المظاهرات عنوانًا للعبث وإفساد المشهد السياسي.. والأغرب أنه في كل مرة يتبرأ قادة ودعاة تلك المظاهرات من العنف الذي نفذ من خلالها.. حتى أصبح الأمر ضحكًا كالبكاء, كأنها مؤامرة لاستدارج القوى الإسلامية للصدام والاستفزاز ولعل ذهاب البعض إلى مقر الإخوان المسلمين بالمقطم خير شاهد على ذلك رغم رفضنا التام لمعالجة المشكلة بالعنف أو ضرب المستفزين أو الصحفيين فلابد من تطبيق القانون وألا تصبح مصر فوضى وهذا مالا يرضاه أحد .. إن أخطر ما تواجهه مصر اليوم ويهدد مستقبلها هو سعي البعض من جبهة الإنقاذ وفلول الحزب البائد من نقض الشرعية والأخطر من ذلك لجوئهم إلى الوسائل غير السلمية وافتعال المصادمات التي تؤدي إلى ضحايا مع الشرطة أو خصومهم السياسيين وذلك لإحداث حالة من الفوضى الأمنية التي تزداد اتساعًا يومًا بعد يوم مما يؤدي إلى نزول الجيش للمعترك السياسي واستنزافه وتهيئة الظروف لإدخاله في سيناريو شبيه بالسيناريو السوري، وأعتقد أن هذا هو ما سعى إليه الداعون لمظاهرات المقطم. ولذلك يجب على الشباب الثوري وكل المخلصين فى هذا الوطن ألا يقفوا جنبًا إلى جنب مع بلطجية الفلول في خندق واحد أو فى فعاليات واحدة وألا يتخلوا عن سلمية الثورة إن أرادوا نجاحًا للثورة وحفاظًا على مستقبلٍ آمن مشرق للوطن. ونقول لكل الذين يراهنون على استدعاء الجيش للمعترك السياسي لا تراهنوا على ذلك، لأن الجيش المصري أذكى وأحكم من أن يتورط في هذا الفخ الذي ينصبه البعض، لأن أبناء القوات المسلحة يعلمون أن مثل هذا النزول وما سيترتب عليه من صدام وما سيهتف به المنادون له بالنزول من الاشتراكيين الثوريين بعد ذلك ( يسقط يسقط حكم العسكر ) كل هذا لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل، والواجب على الجميع اليوم سواء من في الحكم أو المعارضة أو الجيش أن يعلن بوضوح أنه مع الشرعية ولا حل إلا من خلال الصندوق. ليت كل القوى السياسية تعمل على تغليب المصالح العليا للبلاد والسير في إطار المصالحة الوطنية والتعاطي بإيجابية مع دعوات الانضمام للحوار الوطني..خاصة أن ما تم من عنف أمس الأول الجمعة من جرائم سواء كانت انتهاك لحرمات المساجد أو اقتحام مقرات الإخوان في المقطم ومن المعروف أن المخربين مجموعات من بلطجية النظام السابق الناقمين على الثورة وهم يمثلون الجناح العسكري للحزب الوطني البائد، ومجموعات أخرى يسارية لا دينية، إضافة إلى صبية شوارع قاموا في وضح النهار بترويع النساء والفتيات اللائي اجتمعن بمناسبة عيد الأم، إضافة إلى قيام هؤلاء البلطجية بإضرام النيران في سيارات تابعة لجماعة الإخوان، وهو ما يكشف عن بغض وكراهية متنامية للمشروع الإسلامي، كما ينم بوضوح عن حرصهم الشديد على جر البلاد إلى فوضى عارمة لا تفيق منها أبدا من خلال إشعال وإذكاء الفتنة في المجتمع.. وحسبي الله ونعم الوكيل