قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية إن نجاح دعوات العصيان المدني في شل الحياة بمحافظة بورسعيد هو دليل على أن الحكومة المصرية لم تتمكن بعد من إستعادة السيطرة على واحدة من أهم المدن الواقعة على قناة السويس. أشارت إلى أن تمكن آلاف المحتجين من إغلاق ميناء بورسعيد، يوم الأحد الماضي، تظل حتى الآن أكثر اللحظات التي إقتربت فيها الفوضى التي تشهدها البلاد من تهديد حركة الملاحة بقناة السويس ذات الأهمية الخطيرة لحركة التجارة العالمية وللإقتصاد المصري المتداعي. وأضافت أن المكاتب الإدارية التابعة للميناء تم إخلاءها مع إقتراب المتظاهرين من الميناء، غير أن الجيش الذي أمر الرئيس مرسي بنشره قبل ثلاثة أسابيع تمكن من حماية الميناء من أي محاولة لإقتحامه. ولفتت الصحيفة إلى أن نجاح الإضراب مؤشر على أن الحكومة المتمركزة في القاهرة لم تتمكن بعد من إستعادة السيطرة الكاملة على مدينة بورسعيد التي تعد واحدة من كبريات المدن الواقعة على البحر المتوسط، فعلى الرغم من تراجع الحكومة بدرجة كبيرة عن محاولتها لفرض حظر تجوال في المدينة، فإنها لم تتمكن من تخفيف الغضب الكامن وراء أعمال الشغب بسبب أحكام الإعدام التي طالت عدداً من أبناء المدينة أولاً، ثم لاحقاً بسبب مقتل العشرات من المتظاهرين في إشتباكات مع الشرطة. ولكن على الرغم من محاصرة المتظاهرين لميناء بورسعيد إلا أن الصحيفة ترى أنه لا يزال من المستبعد أن تتمكن هذه التظاهرات من تهديد حركة الملاحة بقناة السويس، ولكنها إستدركت قائلة بأن إحتجاجات يوم الأحد أثارت مخاوف من حدوث مثل هذا التعطيل في وقت حرج للغاية تعاني فيه البلاد من تدهور الأوضاع الإقتصادية. وأوضحت أن الإضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس مبارك قبل عامين أضرت بشدة بحركة السياحة والنمو الإقتصادي، مشيرة إلى أن عدم الإستقرار السياسي التي تعيشه البلاد هو السبب في التأخير المستمر لقرض صندوق النقد الدولي الذي يعد ضرورياً للحصول على المزيد من مليارات الدولارات في شكل قروض ضرورية لسد العجز في البلاد. وشددت على أهمية قناة السويس للإقتصاد المصري في الوقت الذي يتراجع فيه الجنيه المصري بشكل كبير مقابل الدولار وترتفع فيه الأسعار ومعدلات البطالة، حيث تشكل قناة السويس المصدر الرئيسي للعملة الصعبة، إلى جانب السياحة والمساعدات الأجنبية وتحويلات المصريين العاملين في الخارج. وأشارت إلى أن الإحتجاجات التي شهدتها مدينة بورسعيد كانت إيضاً مثالاً نادراً لعصيان مدني واسع تشهده مصر منذ الإطاحة بالرئيس مبارك في مطلع عام 2011.