طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" شركة أمريكية متخصصة في تقديم خدمة بث القنوات الفضائية، بالاعتذار عن محتوى مسلسل بثته إحدى قنواتها وتضمن إهانة للسيد المسيح عليه السلام، واعتبر أن "إهانة المسيح" لا تعد إهانة للمسيحيين فقط وإنما للمسلمين أيضا. ووجه الرئيس التنفيذي لمنظمة كير نهاد عوض خطابا إلى رئيس مجلس إدارة شركة بوكس أوفيس بيل نيلسون يطالب فيه الشركة بالاعتذار، وأشار إلى أن العديد من مشاهدي المسلسل من المسلمين الأمريكيين اتصلوا ب"كير" للتعبير عن انزعاجهم مما شاهدوه. وجاء في الخطاب "إنه أمر يتجاوز مجرد انعدام الذوق ليتمثل في إهانة الأحاسيس الدينية لمليارات الأشخاص في أمريكا والعالم بأسره بهذا العمل الدعائي الرخيص والبذيء". وأكد عوض في الخطاب أن "المسيح عليه السلام يحظى بالحب والتوقير من المسيحيين والمسلمين، حيث ينظر إليه المسلمون باعتباره واحدا من أعظم أنبياء البشرية". واستشهد عوض بحديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة. قالوا كيف يا رسول الله؟ قال: الأنبياء إخوة من علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد فليس بيننا نبي". وتابع عوض في خطابه "نحن نفهم التسابق في التصنيف، ولكن لا أحد يستفيد من هذه المحاولة الفجة لتعزيز أرباح الشبكة من خلال اختلاق جدل ديني.. وشركة هوم بوكس أوفيس ينبغي أن تعتذر"، حسب ما ذكره موقع إسلام توداى. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التطاول على السيد المسيح وغيره من الأنبياء، وعلى رأسهم النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ففي أكتوبر الماضي تطاولت القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي على السيد المسيح وأمه مريم؛ متهمة السيدة العذراء بالزنا، كما تطاول مذيع البرنامج على مقام النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). ويأتي تصاعد الجدل حول الإساءة الأخيرة للسيد المسيح بعد أيام من رفض إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشروع قانون اقترحته منظمة المؤتمر الإسلامي لتجريم الإساءة إلى الأديان من خلال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وحاولت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تبرير الرفض الأمريكي بقولها في مؤتمر صحفي بالوزارة: إن "حماية حرية التعبير فيما يتعلق بالدين لها أهمية خاصة؛ لأن الأشخاص الذين يتبعون ديانات مختلفة يحملون وجهات نظر متباينة".