نضر الله وجه الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشريف, ويمكنك أن تضع عشرات من حرف الياء في كلمة الشريف, ثم تضع رجلًا فوق أخرى, لأنك مصري من بلد الأزهر, أو أنك مسلم وصلته فتوى في يوم ما, من الأزهر. و نضر الله وجه شيخ اللغة العربية مولانا الدكتور حسن الشافعي, الذي وقف عملاقًا كمسلة فرعونية, وشامخًا كالهرم الأكبر, هو يتحدث بالجيم القاهرية الفصيحة الصحيحة في المؤتمر الصحفي بجوار الرئيس الإيراني, عقب زيارة الأخير لجامعنا الكبير. و بخصوص التحايا, فهذه تحية كبيرة على دق طبول الشعر العربي, ورقصات تفاعيل بجوره, لسيدنا أحمد بك شوقي ردًا على قصيدته التي مطلعها كالمقطم: قم في فم الدنيا, وحيي الأزهرا.. قوموا بكل أفواه الدنيا.. بكل لغاتها التي يدرسونها بكلية اللغات والترجمة, وبكل عدد الصفحات الصفراء كالذهب التي تركها لنا الأزهريون, عبر ألف عام, قوموا وحيِوا الأزهر.. و أنت تشاهد الدكتور الشافعي, تكاد تضع يديك على بديع وصف "شوقي بك" في شيوخ الجامعة العريقة: كانوا أجل من الملوك مهابة / وأعز سلطانًا, وأفخم مظرها أما عن الأخ الغاضب من حذاء أخينا السوري صاحب البيت -"أنت صاحب بيت" تعبير مصري معروف- الذي انفجر غاضبًا, فلا تعليق لي, غير مشاهد القتل بالشام, مع خنجر سليمان الحلبي الشاب الأزهري, الذي قتل كليبر.. و كليبر خليفة نابليون بونابرتة, وبونابرتة هو الذي غزا مصرنا, وقال بخطاب بعثه للمصريين, إنه مسلم, فكان الرد العفوي المعروف: "عشمان حنا, يخش الجنة".. وعليه وفوق رأسه, وبه, واستنادا إليه, فمن يشتم أمي, ليس مطلوبًا مني أن أقول له يا عمي.. وأمي هي أمك وأم المصريين والسوريين والحجازيين والنجديين والجزائريين والمغاربة, وأم كل الموحدين. دعك مما حدث مع نجاد, وانظر إلى الزاوية المشرقة... هل تراها؟ إن الأزهر يعود, فيا أيها الناس: الأزهر ها هو ذا كأروع قلعة شامخة... يعود كما كان, فلا أقل من أن نفتخر, ونوقف سيل الانتقادات الأخيرة التي وجهها بعضهم للأزهر.. فكلمة الشيخ الشافعي كانت واضحة, أننا مع الوحدة وضد الفرقة, وعباءة شيخ أزهري تسع ملايين المحبين من ليبراليين وسلفيين وإخوان, وحتى "نطاحي خرفان سيس خرسيس صاحب تغريد التهييس".. twitter.com/mmowafi [email protected]