استجابت جماهير الإسكندرية لدعوات المقاطعة التي دعت إليها أحزاب المعارضة وحركة كفاية وجماعة الإخوان المسلمين لمقاطعة الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور. وفشلت كل محاولات قيادات الحزب الوطني لحشد الجماهير للتوجه لصناديق الاقتراع مما أصابهم بالصدمة والارتباك كما لم تفلح محاولات إتحاد عمال مصر في حشد عمال شركات القطاع العام والخاص في المشاركة في عملية التصويت رغم كل الجهود التي بذلت من السيد راشد رئيس إتحاد عمال مصر مع رؤساء الشركات والنقابات وقيادات الحزب الوطني بالإسكندرية فوجئت أجهزة الأمن بخلو مئات الأتوبيسات التي أتت إلى لجان الاستفتاء من العمال رغم مرافقة أفراد أمن الشركات لعمالهم وتهديدهم بتوقيع جزاءات إدارية عليهم في حالة في حالة تخلفهم. تسلل عمال الشركات هاربين من الأتوبيسات فور خروج الأتوبيسات من بوابات المصانع والشركات وظلت تلك الأتوبيسات واقفة أمام اللجان فارغة للإيحاء بوجود إقبال على اللجان وقد عاتب اللواء محمد عبد السلام محجوب محافظ الإسكندرية السيد راشد رئيس الاتحاد العام لعمال مصر أمام قسم شرطة باب شرق عند توجه المحافظ للإدلاء بصوته وسأله أين العمال يا حاج سيد الذين كانوا من المفترض أن يتواجهوا إلى لجان سيدي جابر. من جانبه أتهم الحاج سيد راشد الخصخصة بأنها السبب في قلة أعداد العماليين نظراً لتسريح أعداد كبيرة منهم في الآونة الأخيرة.. وقد أظهرت قيادات الحزب الوطني إلى طلب الاستعانة بقوات الأمن المركزي بالزى المدني للوقوف أمام اللجان للإيحاء بوجود إقبال على لجان الاستفتاء. على جانب آخر تكدست طوابير المواطنين أمام المخابز للحصول على رغيف العيش . وكانت أبرز الشركات التي سرحت عمالها منذ الصباح الباكر للتوجه إلى صناديق الاستفتاء هي شركات العامرية للغزل والعامرية للصناعات الدوائية والنقل والهندسة وراكتا للورق والمستودعات المصرية والتجارية للأخشاب وشركة توزيع كهرباء الإسكندرية وشركات قطاع البترول والبتروكيماويات والنحاس المصرية وشركة سماد أبو قير وعدد من شركات القطاع الخاص ببرج العرب ورغم كل هذا هرب العمال وتعطل العمل. وقدرت مصادر عمالية ب؟أن تعطيل الإنتاج بشركات الإسكندرية في الوردية الصباحية يتجاوز 75 مليون جنية بخلاف تكاليف وقود السيارات والمصاريف الأخرى . ورغم فشل الحزب الوطني في حشد الجماهير للتوجه للاستفتاء فقد تجمعت قيادات الحزب الوطني في مقرات الحزب سواء في أحياء شرق وغرب ووسط بزعم تواجدهم في غرف عمليات متابعة عمليات التصويت لكن واقع الحال هو جلوسهم أمام شاشات الفضائيات لمتابعة المظاهرات التي نظمتها حركة كفاية بالقاهرة أما أمناء الوطني فقد تجمعوا في ديوان محافظة الإسكندرية بعد مرورهم صباحاً والتسجيل مع القناة الخامسة أمم قسم شرطة سيدي جابر . وعلم المصريون من مصادر مطلعة بالإسكندرية أن القيادات السياسية أبدت غضبها لفشل الحزب الوطني في حشد الجماهير بالشكل المطلوب للتوجه للاستفتاء كما أبدت القيادة السياسية مخاوفها من أن يتكرر فشل الحزب الوطني في حشد الجماهير في الانتخابات الرئاسية القادمة كانت القيادة السياسية قد كلفت أحد الأجهزة الأمنية السيادية بنقل الصورة الواقعية لعملية الاستفتاء بعيداً عن تقارير الداخلية وقيادات الوطني .