كشف دبلوماسيون ومحللون النقاب عن أن الولاياتالمتحدة تراجعت عن خططها الرامية لدمج جماعة الإخوان المسلمين في السلطة بمصر ، مشيرين إلى أن الموقف الأمريكي بات يميل لإبقاء الإسلاميين خارج السلطة حتى يوضحوا أو يعدلوا سياساتهم. وقال هؤلاء المحللون إن وجهة النظر الأخرى التي تدعو للتغيير السريع بصرف النظر عن النتائج ، والتي كانت قد بدأت في الصعود في وقت سابق هذا العام ، قد تراجعت في الآونة الأخيرة . من جانبها ، قالت مصادر دبلوماسية في القاهرة إن إدارة بوش تتوقع فوز مبارك بفترة ولاية خامسة مدتها ست سنوات في الانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل وتفكر الآن في كيفية تحرير النظام السياسي قبل الانتخابات التالية عام 2011. ولفتت المصادر إلى أن الولاياتالمتحدة تركز على ما اسماه "إدارة التغيير" وترى من غير الواقعي توقع إصلاحات كبيرة في غضون بضعة أشهر. وأضافت أن التصريحات الرسمية المحدودة عن الأمر تشير إلى أن الولاياتالمتحدة لم تضع بعد سياسة تجاه جماعة الإخوان المسلمين المناهضة للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط ولإسرائيل. لكن الولاياتالمتحدة تعتقد أن حركة الأخوان المسلمين تحتاج للتحول من حركة قائمة على أساس ديني إلى جماعة سياسية لها مقترحات سياسية عملية. وقال المحلل السياسي محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الدارسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إن إدارة بوش سرعان ما بدأت في إعادة النظر في هذه السياسة التي وصفها بأنها "الاضطراب البناء" بناء على نصيحة شخصيات من الشرق الأوسط منهم إسرائيليون وأنصارهم في واشنطن. وأضاف سعيد " "من الواضح أن الجماعات الموالية لاسرائيل تنصح بتوخي الحذر في مصر. فكرة تهدئة المخاوف في المنطقة جاءت من أشخاص قريبين من المنطقة." وشدد محمد السيد سعيد على أن التحول في الموقف الأمريكي حدث قبل أن يرسل مبارك رئيس وزرائه أحمد نظيف لواشنطن الشهر الماضي لتبرير بطء إيقاع الإصلاحات. وظهر تلميح ضمني لهذا التحول عندما أشادت السيدة الأولى الأمريكية لورا بوش أثناء زيارة قامت بها لمصر بمبارك لعرضه إجراء انتخابات رئاسية مباشرة بين أكثر من مرشح وقالت إن التغيير يجب أن يتم ببطء. وأغضبت تصريحاتها العديد من المعارضين المصريين يرى الكثيرون منهم الضغوط الأمريكية على الحكومة باعتبارها عاملا ايجابيا حتى وان كانوا يختلفون مع السياسات الأمريكية. من جانبه ، قال طارق حجي ، الكاتب الليبرالي الذي يمتلك صلات غير رسمية مع إدارة بوش ، إن صناع القرار في الولاياتالمتحدة مازالوا منقسمين بين نفاد الصبر وبين الحذر. وربط حجي الجماعة الأولى بعالم الاجتماع البارز سعد الدين إبراهيم صاحب الجنسيتين المصرية والأمريكية الذي يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين يجب أن تقوم بدور في النظام السياسي المصري. لكن حجي يختلف مع هذا الرأي. وقال حجي " إن الأمريكيين حائرون بدرجة كبيرة. هناك من يقول ..افتحوا الأبواب على الفور حتى لو وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة.. وهناك من ينادي بالعكس. والكثيرون من الذين يتولون مواقع حساسة لا يعرفون شيئا عن الإخوان المسلمين." وأضاف "قال لي احدهم من مجلس الأمن القومي (التابع للبيت الأبيض) أمس ..كنا جميعا من المعجبين بسعد الدين قبل ستة أشهر لكننا الآن نقتنع بموقفك أنت."