أكد المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف ، في رسالة ذات مغزى وتبدو موجهة إلى القوى الدولية خاصة الولاياتالمتحدة ، أن جماعة الإخوان المسلمين ، التي يتجه مرشحوها بقوة لحصد ربع مقاعد البرلمان المصري ، سوف لن تسعى لتغيير السياسة الخارجية لمصر ومن ضمنها معاهدة السلام مع إسرائيل. وقال عاكف ، في مقابلة مع وكالة الأسوشيتد برس ، إن الإخوان لا يعترفون بإسرائيل لكنهم لن يحاربوها بل سيحترمون جميع المعاهدات التي وقعتها مصر معها . واعتبر عاكف أن السخط على الحزب الحاكم في مصر زاد الأصوات التي حصلت عليها جماعته في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات التشريعية المصرية. وأضاف أن المصريين غاضبون من أداء هذه الحكومة والحزب الوطني الديمقراطي المسيطر عليها لأنها لم تجلب لهم سوى الشقاء والمرارة، مشيرا إلى أن الشعب لم تعد لديه أي ثقة بالحكومة وقد أظهر أنه ضد الطغيان ومع الإخوان المسلمين. وتعد تصريحات عاكف ، بنظر العديد من المراقبين ، رسالة موجهة إلى الخارج أكثر من كونها تصريحات عفوية ، مشيرين إلى أن الوجود القوي للجماعة في البرلمان بات يفرض عليها أن تضع في اعتبارها أن تحركاتها ومواقفها سوف تكون موضوعة تحت منظار المتابعة الدولية ، بحكم الثقل السياسي والاستراتيجي لمصر . وأوضح هؤلاء المراقبون أن مرشد الإخوان ربما استهدف بتصريحاته تلك إرسال رسالة للولايات المتحدة مفادها بأنه ليس في نية الجماعة ، في حال وصولها إلى الحكم ، اتخاذ مواقف قد تؤثر على حالة الاستقرار التي تشهدها المنطقة منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 . وتعليقا على تصريحات عاكف ، أكد الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين في تصريحات خاصة ل المصريون أن أية اتفاقية أو معاهدة تبرمها أية دولة مع جهة أخري أو دولة أخري ليست قرآنا إنما عمل بشري يخضع للمراجعة ، وكان يتوجب علي السلطات المصرية أن تقوم بعمليات مراجعة لاتفاقيات كامب ديفيد والبروتوكولات السرية والعلنية المترتبة عليها كل خمسة أعوام أو 10 الأعوام ، بحيث تتم عمليات تقييم ومراجعة عن طريقها تظهر ايجابيات وسلبيات تلك الاتفاقيات علي كافة الأصعدة سواء الوطنية أو الأقليمية أو الدولية ، علي أن يشارك في تقييم الاتفاقيات ودراستها وتمحيصها كافة النخب المصرية من علماء ومفكرين وساسة وخبراء في الاستراتيجية وعسكريين . وأكد حبيب أن الإخوان لا يريدون إحداث تغييرات دراماتيكية ، فالمسألة تحتاج إلى رؤية موضوعية ومنصفة في ظل مناخ دولي ، وفي ظل وضع إقليمي متردي وأوضاع محلية صعبة ووضع دولي ضاغط ومتفجر . وأوضح نائب المرشد أن اتفاقية السلام والعلاقات مع إسرائيل تخضع لرأي مؤسسات الشعب الديمقراطية عندما تعرض عليها خلاصة أراء النخب الفاعلة والواعية ، لكي تقول الكلمة الفصل فيها ، وعندئذ فالإخوان يخضعون لتلك المؤسسات وجدير بالذكر ، أن النتائج التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين خلال المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية ، دفعت العديد من المحللين للتأكيد على أن الإسلاميين باتوا أقوى قوة معارضة في مصر ، مشيرين إلى أن ذلك فاجأ الحكومة والحزب الحاكم ، رغم القيود التي فرضتها الحكومة على مرشحي الجماعة ومؤيديهم واعتقال المئات من عناصر الجماعة ومحاصرة اللجان التي يعتقد أنها تمثل ثقلا لمؤيدي الجماعة . وتعليقا على ذلك ، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت انه ينبغي للولايات المتحدة إلا تؤيد إصلاحات "زائفة" في العالم العربي تواصل عزل المعارضة الإسلامية القوية ، مشددة على أنه "سيكون من الخطأ استبعاد الأحزاب الإسلامية على أساس الافتراض بأنها غير ديمقراطية بصورة متأصلة أو أنها تميل إلى العنف." وهاجمت أولبرايت بقسوة التعديل الذي أجرته الحكومة المصرية على المادة 76 من الدستور ، قائلة إن "النظام الذي يوصي به (الرئيس المصري حسني مبارك) يجعل من المستحيل فعليا على الإطراف المستقلة بحق المشاركة الديمقراطية الزائفة يجب كشفها على حقيقتها." ووضع التعديل الدستوري الذي ووفق عليه في استفتاء في مايو الماضي شروطا قاسية أمام مرشحي الرئاسة المنافسين.