في فضيحة مدوية احتفل اللواء فؤاد سعد الدين محافظ المنوفية يرافقه بعض أعضاء مجلس الشعب والشورى والمجالس المحلية بالعيد القومي للمحافظة على حساب جثث الضحايا وإهدار المال العام بافتتاح مشروع مجمع مواقف وأسواق الموت بسرس اللبان والذي تم إنشائه وتشغيله منذ عدة شهور بالمخالفة لكل قوانين الصحة والبيئة مجاملة لبعض أعضاء المجلس المحلي المرضي عنهم من قبل المسئولين فتحول المشروع إلى عزبة خاصة يرتع فيها الكبار والمحظوظون ومذبحة للباعة الجائلين ومقبرة للمواطنين. وكان أحد الأطفال الصغار قد لقي مصرعه منذ أيام أمام المجمع عندما حاول عبور الطريق فدهسته إحدى السيارات وتم نقله إلى المستشفى الجامعي مصاباً بنزيف حاد في المخ وفارق الحياة مما فجر بركان الغضب بين المواطنين الذين طالبوا بنقل الأسواق والمواقف إلى مكانها القديم. وتعود أحداث الفضيحة عندما حاول بعض أعضاء المجلس المحلي نقل سوق الأربعاء الأسبوعي ونجحوا في أقناع رئيس منطقة سكة الخمسة لإقامة المجمع عليها بحجة الحفاظ على الطابع الجمالي للمدينة وبالفعل تم تخصيص الميزانية اللازمة رغم اعتراض الصحة والطب البيطري على المكان باعتباره مصدراً للأمراض والأوبئة الفتاكة لكونه كائناً خلف الوحدة البيطرية ومركز تدريب الأطباء البيطريين الوحيد على مستوى الجمهورية وهو ما يعني تلوث المنطقة بروث الحيوانات والأدوات المستخدمة في علاجها وتشريحها وتراكمها على جانبي الترعة مما يهدد بكارثة صحية وبيئية خطيرة إلا أن مسئولي الوحدة المحلية ضربوا بكل هذه التحذيرات عرض الحائط في سبيل إنشاء المشروع وبالفعل تم بناء الهيكل الخرساني والمعدني للمشروع على مرحلتين متتاليتين في مخالفة صارخة لكل قوانين البناء لعدم مطابقتها للمواصفات القياسية من حيث الشكل المعماري والمعدني ولم تكتف الوحدة المحلية بذلك بل رفضت تدعيم المجمع بالمرافق والخدمات من مظلات ودورات مياه وخلافه. ورغم كل المحاولات المستميتة من قبل الوحدة المحلية لتسكين الباعة الجائلين داخل المجمع عن طريق إرهابهم بحملات شرطة المرافق المدعمة بقوات الأمن المركزي إلا أنها فشلت في ذلك لضيق المساحة فيما اكتفى عدد قليل من الباعة بالانتشار داخل السوق الجديد على جانبي الترعة بعيداً عن بلوكات المجمع الخانقة في حين هجره الوافدون في صورة صارخة لإهدار المال العام. ومن المفارقات الغريبة التي شهدها المجمع في أول يوم عمل له هو حدوث أكثر من 20 حادث سطو وسرقة وسط تكتم أمني شديد ناهيك عن تعدد حوادث التصادم نتيجة للفوضى المرورية والعشوائية الخانقة إضافة إلى عدم وجود مطبات صناعية..ولا عزاء للضحايا