كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية النقاب عن أن رجل الدين المصري مصطفى حسن منصور المعروف باسم "أبو عمر" ، الذي اختطفته المخابرات المركزية الأمريكية من أحد شوارع مدينة ميلان الإيطالية عام 2003 ، رفض الضغوط التي مارسها عليه ضباط المخابرات الأمريكية لتجنيده للعمل لصالح " السي آي إيه " ، ولفتت الصحيفة إلى أنه لو قبل "أبو عمر" العمل لصالح المخابرات الأمريكية لكان قد تم إطلاق سراحه وإعادته مرة أخرى إلى إيطاليا . وأوضحت الصحيفة أنه بعد القبض على أبو عمر في إيطاليا تم نقله سرا لمصر على طائرة "شارتر " مؤجرة لصالح المخابرات المركزية الأمريكية وأن ضباط الCIA التقوا بوزير الداخلية المصري حبيب العادلي ومعهم أبو عمر ، مشيرة إلى أنه تعذيبه واستجوابه في مصر . يذكر أن الصحف الأمريكية ذكرت مرات عديدة أن عشرات المعتقلين في معتقل جوانتانامو تم نقلهم إلى الأردن واليمن ومصر والسعودية لتعذيبهم واستخلاص معلومات منهم ثم تتم إعادتهم مرة أخرى. لكن هذه المرة الأولى التي يذكر فيها أن وزير الداخلية التقى بشخصه مع ضباط CIA وبحوزتهم أحد المطلوب تعذيبه وتجنيده لصالح المخابرات الأمريكية. وكانت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للنائب العام الإيطالي قد أمرت الأسبوع الماضي بتوقيف 13 من عناصر المخابرات الأمريكية بتهمة اختطاف أبو عمر في مدينة ميلانو قبل عامين بينما كان يخضع لمراقبة لصيقة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. وكشفت صحيفة " لا كورييري دي لاسيرا "الإيطالية أن أحد الملاحقين كان يشغل منصب دبلوماسي معتمد بالقنصلية الأمريكية في ميلانو. كما تحدثت عن امتلاك المحققين صورا للمتهمين وأرقام هواتفهم النقالة وجوازات سفرهم, في حين رفضت السفارة الأمريكية التعليق على الموضوع. وقالت الصحيفة إن شخصين يتحدثان الإيطالية استوقفا في فبراير 2003 أبو عمر بدعوى التحقق من هويته, واقتاداه إلى قاعدة آفيانو الأمريكية في شمال إيطاليا. ولم يظهر له أثر منذ ذلك التاريخ . وكان قاض إيطالي قد ذكر الشهر الماضي أن "أشخاصا على صلة بشبكات تجسس أجنبية" اقتادوا نصر إلى قاعدة آفيانو حيث تعرض للتحقيق والضرب قبل أن ينقل في اليوم التالي على متن طائرة عسكرية أمريكية إلى مصر, لكن دون أن يحدد هوية مختطفيه. وقد طلب المحققون الإيطاليون من السلطات المصرية مرتين تقديم معلومات عن نصر الذي كانت تشتبه بعض دوائر الاستخبارات في أنه قاتل بأفغانستان والبوسنة قبل أن يصل إيطاليا عام 1997 حيث منح حق اللجوء السياسي.