كشف منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية أسرارًا تذاع لأول مرة عن رجل الدين المصري أسامة مصطفي نصر المعروف باسم "أبو عمر" والذي اختطفته المخابرات الأمريكية من أحد شوارع مدينة ميلان الإيطالية في فبراير عام 2003م، للاشتباه بصلة تنظيم "القاعدة" قبل نقله لمصر في ذات العام لاستجوابه في السجون المصرية لصالح المخابرات الأمريكية. قال الزيات إن موكلة "أبو عمر" نقل لمصر بعد إلقاء القبض عليه في إيطاليا ثم أفرجت السلطات المصرية عنه، ليعاد اعتقاله مرة أخرى في مايو 2004م، حيث أودع سجن ليمان طره في حبس إنفرادي حتى الآن. كانت السلطات المصرية قد سمحت للزيات بلقاء "أبو عمر" ثلاث مرات في الفترة من منتصف مارس إلى أواخر أبريل الماضيين. وقال الزيات أن الشيخ " أبو عمر" تعرض للضرب والتعذيب الشديدين، وإن الصور التي التقطها له بكاميرا هاتفه الخلوي أظهرته نحيفًا، ويبدو الإجهاد عليه، كما أن عينيه بدت زائفة ووجهة شاحبا وكان يرتدي طاقية بيضاء وملابس السجن الزرقاء. وأشار الزيات إلى أن موكله قد أخبره أنه حاول الانتحار أكثر من مرة بسبب سجنه الانفرادي، وأن طبيب السجن عاجله أكثر من مرة من مشاكل صحية في معدته، وأن مستشفي السجن اضطرت إلى تغذيته للطعام، بعدما أضرب عن الطعام أكثر من مرة احتجاجًا على ظروف السجن . وقال الزيات إن الروح المعنوية لموكله الشيخ أبو عمر كانت منخفضة للغاية، وكان يبدو محبطا وحزينا ومكتئبا، وظهر مشوش التفكير بسبب ظروف حبسه الانفرادي لما يقرب من 3 سنوات. وأشار الزيات إلى أن موكله وأسرة موكله أخبروه أن ضابط وحراس سجن ليمان طره عذبوا "أبو عمر" بتجريده من ملابسه بالكامل حتى ملابسه الداخلية، وعصبوا عينيه وربطوا ذراعيه إلى الخلف طيلة جلسات الاستجواب التي دامت عدة أسابيع منذ إعادة اعتقاله مرة أخري في أواخر أبريل 2004م. وأوضح الزيات أن سبب اعتقال الشيخ "أبو عمر" مرة ثانية من قبل السلطات المصرية كان بسبب إخباره زوجته وأصدقائه بالتعذيب داخل السجون المصرية، بعد منعه منذ ذلك لحين الاتصال بأي شخص سواء عائلته أو محاميه. وحسب معلومات سابقة نشرتها الصحف الأمريكية، فإن السلطات المصرية عرضت على "الشيخ أبو عمر" التعاون معها مقابل الإفراج عنه، وأنها طلبت منه عدم التحدث لأي شخص عن ظروف أو مكان اعتقاله، إلا أنه لم يلتزم بما طلبته منه أجهزة الأمن المصرية، فكان اعتقاله الثاني. وقالت شقيقة الشيخ "أبو عمر" في مكالمة هاتفية مع الزيات إن سلطات الأمن المصرية تحاول أن توصل شقيقها إلى مرحلة الجنون بسبب حبسه الانفرادي، كما أن شقيقها أخبرها في مكالمة هاتفية بأنه فقد السمع بإحدي أذنيه بسبب تعذيبه وضربة واستمرار حبسه تحت الأرض. وأكدت أن الحالة العقلية لشقيقها الآن أصبحت سيئة جدًا. وقال الزيات أن حالة الشيخ "أبو عمر" البالغ من العمر 43 سيئة جدا وبحالة إلى رعاية صحية خاصة لا تتوافر داخل السجن . وتقول جريدة "فلاديلفيا إنكوير" التي نشرت المقابلة على موقعها على الانترنت إن قضية وصورة الشيخ أبو عمر أصبحت من القضايا العامة التي تظهر الممارسات الغير قانونية لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش المتمثلة في خطف المشتبه بهم وتعذيبهم بزعم انتمائهم لتنظيم القاعدة. وكشفت الجريدة أن اختطاف الشيخ أبو عمر جاء بناء على شكوك تقول أنه يوزعها منشورات معادية للأمريكان ويوصي في خطبة التي يلقيها بأحد المساجد في إيطاليا بالجهاد المقدس ضد الأمريكان ، الأمر الذي دفع الشرطة الإيطالية وضعه وهاتفه للمراقبة الدقيقة حتى اختطافه في 17 فبراير 2003. على جانب آخر، قالت جريدة الواشنطن بوست الأمريكية إن المدعي العام الإيطالي بتحري الآن ويحقق في وجود أي صلة للمخابرات العسكرية الإيطالية في واقعة اختطاف رجل الدين المصري المعروف "بأبو عمر" من قبل المخابرات المركزية الأمريكية. وقالت الجريدة إن تحقيقات المدعي العام الإيطالي تأتي بعد تأكيدات أمريكية بأن السلطات الإيطالية كانت على علم مسبق بعملية الاختطاف عام 2003م. كان مكتب رئيس الوزراء الإيطالي الجديد رومانو برودي قد أصدر مساء الخميس الماضي بيانا أكد فيه أنه لن يخفي أي شيء عن تورط الحكومة الإيطالية السابقة وأجهزة الأمن في اختطاف رجل الدين المصري أبو عمر من إيطاليا. كما أعلن مكتب أرماندوا ثابتارو المدعي العام لمدينة ميلان الإيطالية عن حصوله على مستندات تشير إلى تورط أحد أفراد شرطة كاربينيري شبة العسكرية في اختطاف أبو عمر فوق الأراضي الإيطالية كما يحقق المدعي العام لمدينة ميلان أيضا مع أحد أفراد المخابرات الإيطالية للتنسيق الغير قانوني لإتمام الاختطاف. يذكر أن مكتب المدعي العام الإيطالي قد أصدر مطلع هذا العام مذكرة لتسليم 22 من عملاء المخابرات المركزية الأمريكية لمحاكمتهم على خلفية قضية " أبو عمر " إلا أنهم كانوا قد غادروا الأراضي الإيطالية. وقد رفض سيلفوا بيرليسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق طلب المدعى العام، حيث كان أحد حلفاء الرئيس بوش ، كما تقول الواشنطن بوست. وكشفت الصحيفة نقلا عن مصادر إيطالية رفضت ذكر أسمائها أن الشرطي السري الإيطالي والذي يدعى حركيا "لود فيج" والذي كان يعمل لشرطة كارابينيري في قسم العمليات الخاصة استخدم من قبل المخابرات الأمريكية في الاقتراب ومراقبة أبو عمر تمهيدا للقبض عليه. وأشارت الصحيفة إلى أن اثنين من عملاء C.I.A دفعا أبو عمر لإحدى السيارات أثناء سيره بأحد شوارع ومدينة ميلان الإيطالية بعد رشه بمادة كيماوية أفقدته الأبصار وشلت حركته، إلا أن أبو عمر حاول المقاومة وعدم ركوب السيارة، ثم بعد ذلك تم نقله إلى قاعدة راميشنين الأمريكية في ألمانيا ومن هناك إلى مصر. وقد أثار تحقيقات المدعى العام الإيطالي مخاوف شرطة "كارينبري" التي تحاول الآن التنصل ، وتدفع بالاتهام ضد الشرطي السري "لودفيج" وتتهمه بأنه تصرف دون تفويض. يذكر أن أبو عمر يقبع في سجن ليمان طره منذ عام 2004م وحتى الآن دون توجيه أي تهمة إليه.